Whatsapp
مشكلة الدراسة
مشكلة الدراسة


مشكلة الدراسة هي التي تجعل الباحث ينتبه ويعد العدة من أجل حلها، والمعين في ذلك ما يمتلكه الباحث من ذخيرة معلوماتية في تخصص معين،

ويطلق على مشكلة الدراسة اسم آخر، وهو "إشكالية البحث"، وهي جزء محوري في البحوث العلمية ويبني عليها باقي الإجراءات،

ولا يوجد بحث علمي لا يتضمن مشكلة الدراسة، سواء ما يرتبط بعلوم اجتماعية أو إنسانية أو طبيعية،

ودونها لن يقوم بحث أو رسالة علمية من أساسه، وفيما يلي نورد عناصر موضوعنا حول مشكلة الدراسة (إشكالية البحث). 


 

ما طبيعة مشكلة الدراسة؟ 

المشكلة عبارة عن تساؤل يحتاج لاستيضاح أو إجابة، أو هي عبارة عن أحد المواقف الغامضة التي تتطلب تفسيرًا،

وتعتبر مشكلة الدراسة بمثابة نقطة البداية من أجل تحرك الباحث، وهي مركز لجميع العمليات التي يتم إجراؤها لحين الانتهاء من البحث. 

 

ما معايير اختيار مشكلة الدراسة؟ 

يوجد مجموعة من المعايير التي يجب أن يراعيها الباحث عند اختيار مشكلة الدراسة، ويتمثل ذلك فيما يلي: 

 

  • اهتمامات الباحث الذاتية:

 من المهم أن ترتبط المشكلة بما يفكر يهتم به الباحث؛

حتى يستطيع أن يبدع ويجد الحلول المجدية التي تخدم الوسط العلمي والمجتمع، وبالطبع يجب أن يكون ذلك ضمن تخصص الباحث. 

 

  • الأصالة والحداثة:

يجب أن تكون المشكلة أصيلة وحديثة، بمعنى بعيدة عن النسخ من بحوث ورسائل الآخرين،

حيث إن ذلك يعرض الباحث لعقوبات من جانب جهات الدراسة، ومن المهم أن ينفذ الباحث الدراسة وفقًا لما تقره الجهات من نسب للنسخ، ويختلف ذلك من جهة لأخرى.

 

  • خبرة وكفاءة الباحث:

في حالة اختيار مشكلة دراسة صعبة؛ فيجب أن يواكب ذلك توافر الخبرة والكفاءة لدى الباحث؛

حتى يستطيع أن يدرسها ويصل إلى نتائج مجدية، وبالطبع فإن ذلك يتطلب معرفة بالمناهج والأساليب الإحصائية.

 

  • أهمية مشكلة الدراسة:

ينبغي أن يختار الباحثون مشكلة دراسة ذات أهمية، وتهم قطاعًا كبيرًا من بني البشر، وليست سطحية أو لا ينطوي على دراستها فائدة. 

 

  • توافر التمويل:

هناك بعض البحوث العلمية التي تنفق عليها الجهات الدراسية، وتعتمد لها الدولة دعما ماليًا مناسبًا،

ويتم تحديد القيمة المادية الممنوحة للطالب بناءً على التقييم الأولى لخطة البحث العلمي،

وهناك بعض الباحثين ممن ينفقون أموالًا بشكل ذاتي على البحوث العلمية؛

نظرًا لعدم توفير الاعتمادات من جانب الدولة، ومن المهم ألا ينخرط الباحث في دراسة مشكلة دون أن يتوافر لها الدعم المالي المناسب. 

 

  • القابلية للبحث:

ليست كل مشكلات الدراسة قابلة للبحث، حيث إنه ينبغي أن تكون المشكلة واقعية وليست من وحي الخيال،

وأن تكون متكررة من حيث الحدوث، وأن تكون قابلة لجمع البيانات والمعلومات. 

 

ما مصادر مشكلة الدراسة؟ 

يوجد أكثر من مصدر يستطيع الباحث من خلاله أن يشتق مشكلة الدراسة، وسنلقي الضوء عليها فيما يلي: 

 

  • تخصص الباحث:

يواجه الباحثون كثيرًا من المشكلات في صميم تخصصهم، وذلك في طليعة المصادر التي يمكن أن يشتق منها الباحث مشكلة الدراسة. 

 

  • الأوراق العلمية:

تعتبر الأوراق العلمية من بين المصادر المهمة لمشكلات الدراسة، وتعرف الورقة العلمية

على أنها خطوات لمعالجة مشكلة في صورة موجزة، فهي عبارة عن بحوث علمية منهجية مصغرة.

 

  • برامج و محاضرات الدراسات العليا:

يحصل الطلاب على معلومات غزيرة عن طريق البرامج والمحاضرات التي تسبق فترة تنفيذ الرسالة،

ويمكن أن تثير مشكلة فضول الباحث، ومن ثم يتم تناولها في الرسالة العلمية.

 

  • مشرف الرسالة:

في كثير من الجهات الجامعية يكون مصدر موضوع البحث هو المشرف، وذلك بالتوافق مع الطالب. 

 

  • الخبرات الميدانية والعملية:

في حالة كون الباحث يعمل في مكان معين؛ فيمكن أن يكون العمل أو الوظيفة هما مصدرا مشكلة الدراسة. 

 

  • البحوث السابقة:

البحوث السابقة مليئة بالمشكلات التي لم تتم معالجتها، حيث إن الباحثين يقومون باقتراح موضوعات جديدة في نهاية أبحاثهم أو رسائلهم العلمية. 

 

  • المصادر والمراجع:

تعتبر المصادر والمراجع من بين المصادر المحورية، والتي يمكن عن طريقها قيام الباحث باشتقاق مشكلة الدراسة. 

 

ما موضع مشكلة الدراسة كتابيًا في البحوث العلمية؟ 

موضع مشكلة الدراسة (إشكالية البحث) من الناحية الكتابية بعد جزء المقدمة مباشرة،

ويليها أهمية وأهداف البحث، وهناك بعض الباحثين ممن يدمجون جزء مشكلة الدراسة مع تساؤلات البحث مباشرة،

وآخرون يضعون كل جزء في بند مخصص، وسواء اتبع الباحثون ذلك النهج أو ذلك؛ فكلاهما صحيح من الناحية المنهجية. 

 

ما مكونات البحث العلمي التي تتبع كتابة مشكلة الدراسة؟ 

بعد أن يصوغ الباحث مشكلة الدراسة يقوم بكتابة الإجراءات التالية: 

 

  • أهمية البحث:

يلي مشكلة الدراسة كتابة الطالب لأهمية البحث، وهي عبارة عن مبررات يقدمها للقراء لإقناعهم بجودة البحث من الناحية العلمية. 

 

  • أهداف البحث:

الهدف يعني الغاية، وأهداف البحث عبارة عن مجموعة من الجمل التي تعبر عما يصبو إليه الباحث من الدراسة، وهي وطيدة الصلة بمشكلة الدراسة والفرضيات. 

 

  • منهج البحث العلمي:

ينبغي على الباحث أن يوضح طبيعة المنهج العلمي أو المناهج المستخدمة في تفصيل مشكلة الدراسة،

ومن بين هذه المناهج كل من: المنهج التجريبي، والمنهج الوصفي، والمنهج المقارن، والمنهج الارتباطي، ومنهج الدراسات الاجتماعية، والمنهج التاريخي.... وغيرها. 

 

  • عينة البحث:

عينة البحث sample عبارة عن جزء من مجتمع بحثي كبير، ويلجأ الباحث لتلك الطريقة من أجل التركيز في مشكلة الدراسة،

ولتوفير الوقت والجهد، وكذلك الإقلال من النفقات المالية، وهناك بعض البحوث يكون فيها مجتمع البحث كبيرًا للغاية،

وقد يصل لعشرات الملايين من الأفراد، ومن ثم لا يمكن الدراسة بشكل شامل. 

 

  • أدوات الدراسة:

أدوات البحث عبارة عن وسائل مختلفة لتجميع البيانات والمعلومات، يستخدم الباحث واحدة أو أكثر من أدوات البحث؛

لتجميع المعلومات والبيانات من الأفراد المفحوصين، ومن أبرز هذه الأدوات:

الاستبيان، وأدوات القياس الكمي، والملاحظة، والاختبارات، والمقابلة، ولكل نوع من هذه الأدوات تصنيفات أخرى تتبعه. 

 

  • فرضيات البحث:

فرضية البحث عبارة عن علاقة فيما بين متغير أثر وآخر نتيجة، وتتم صياغة الفرضية بناءً على خلفية معلوماتية،

ويطلق عليها في تلك الحالة الفرضية الموجهة مثل: كلما زادت مياه الأمطار زاد فيضان النهر، أو تصاغ الفرضية دون معلومات مسبقة،

وفي هذه الحالة يطلق عليها فرضية غير موجهة مثل: هناك علاقة بين انهيار المنازل وحدوث الزلال، وجزء الفرضيات يرتبط بشكل وثيق بمشكلة الدراسة والتساؤلات البحثية. 

 

  • مصطلحات الدراسة:

يعرف الباحث في ذلك البند الكلمات التي تتكرر في البحث، ويكون التعريف لغويًا وإجرائيًا، غير أن الغالبية يركز على التعرف الإجرائي فقط، ولا غضاضة من ذلك. 

 

  • الإطار النظري:

يتكون الإطار النظري من قسمين، والقسم الأول عبارة عن أبواب وتتشعب إلى فصول ثم مباحث وفروع ومطالب،

والقسم الثاني يتمثل في الدراسات السابقة التي يدرجها الباحث ليجري مقارنة بينها وبين الدراسة الراهنة. 

 

  • استنتاجات البحث:

يضع الباحث في ذلك العنصر ما يبلغه من استنتاجات، ويكون ذلك في ضوء المصادر والمراجع البحثية التي ساقها،

أو من خلال التحليل الإحصائي للبيانات والمعلومات التي تم جمعها من المستجيبين (أفراد عينة البحث). 

 

  • التوصيات والمقترحات:

وفي هذا البند يدون الباحث التوصيات (حلول مشكلة الدراسة)، ويكون ذلك في ظل الاستنتاجات السابق التوصل إليها،

ويتبعه كتابة مقترحات البحث، وهي عبارة عن عناوين جديدة لها علاقة بالموضوع الحالي، ويمكن للباحثين الجدد تبنيها ودراستها. 

 

  • خاتمة البحث:

يدون الباحث خاتمة للبحث وتتضمن أهم النتائج، وكذلك العراقيل والمعوقات التي قابلت الباحث وتغلب عليها في سبيل حل مشكلة الدراسة. 

 

  • قائمة المصادر والمراجع وملحقات الدراسة:

في ذلك الجزء يرتب الباحث جميع المصادر والمراجع أبجديا في قائمة،

ويتبعها بوضع ملحقات البحث؛ مثل: الصور والوثائق والجداول والمستندات التي لم تلحق بمحتوى البحث. 

 

وفي نهاية سردنا لمشكلة الدراسة وكافة الجوانب المرتبطة بها؛ نشكر الزوار على قراءة المقال وحال الحاجة

نحو خدمات أكاديمية متميزة في ميدان البحوث العلمية؛ فيمكنكم التواصل معنا على مدار الساعة. 


ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك