مُصطلحا الملاحظة والاستنتاج من بين المصطلحات الشهيرة المستخدمة في البحث العلمي، ويوجد فرق من الناحية اللغوية والإجرائية فيما بين الملاحظة والاستنتاج، وهو ما سنوضحه من خلال فقرات المقال، بالإضافة لعرض أهم أدوات البحث العلمي.

وفي البداية ينبغي أن نُلقي الضوء على مفهوم البحث العلمي؛ وهو عبارة عن تبني الباحث لمشكلة أو ظاهرة معينة، وبناءً على ذلك يقوم بتجميع كم كبير من المعلومات والبيانات، ويقوم بتبويبها وتحليلها، ثم الخروج بنتائج نهائية؛ يستطيع أن يخلص منها بمعرفة جدية، أو بحلول واقعية يمكن تنفيذها لمشكلة مُستعصية.

ما الفرق بين الملاحظة والاستنتاج؟

فيما يلي سنستعرض الفرق بين الملاحظة والاستنتاج:

التعريف:

الملاحظة:

عبارة عن طريقة أو وسيلة يستخدمها الباحث في تجميع المعلومات والبيانات، ويكون ذلك من خلال الانتباه والتدقيق في مشكلة أو ظاهرة معينة، ويستخدم في ذلك الحواس الجسدية، وفي مقدمتها الرؤية والسمع.

تُعد الملاحظة داعمًا أساسيًّا لكثير من البحوث العلمية، وفي مقدمتها التي ترتبط بالعلوم الطبيعية في المقام الأول، غير أن ذلك لا يعني عدم إمكانية استخدام الملاحظة في البحوث ذات الصلة بالعلوم الاجتماعية، ويتم بنسبة محدودة، حيث تكون الاعتمادية في ذلك الحين على الاستبيان.

خطوات القيام بعملية الملاحظة العلمية يتمثل في: تحديد الهدف بمعنى طبيعة المعلومات المُراد تجميعها، وبعد ذلك اختيار عينة البحث، بمعنى الأشخاص المُراد ملاحظتهم من جانب البحث، وبعد ذلك يتم تحديد وقت وزمن الملاحظة، وفي النهاية تأتي مرحلة القيام بالملاحظة، وتدوين جميع المعلومات في بطاقة الملاحظة.

الاستنتاج:

عبارة عن معرفة يتوصل إليها الباحث بعد دراسة مُستفيضة لأمر معين، ولكي يكون الاستنتاج صحيح ومُقنع، يجب أن يكون ذلك من خلال قرائن وبراهين.

وقت الإجراء:

بالنسبة للملاحظة:

يقوم الباحث بالملاحظة بعد أن يختار مشكلة معينة، ومن ثم يحاول أن يدقق ويتابع ويجمع المعلومات التي تتضح فيها السمات المتعلقة بالموضوع محل البحث، لذلك فإن وقت إجراء الملاحظة يتبع اختيار المشكلة، ويسبق الاستنتاج بمراحل.  

بالنسبة للاستنتاج:

يُعد الاستنتاج آخر خطوات البحث العلمي؛ حيث يضع الباحث النتيجة أو الاستنتاج بعد أن يفرغ من شرح المشكلة بجميع أبعادها، ويقوم بوضع إجابات حول التساؤلات التي قام بعرضها في بداية البحث، وكذلك فإن الاستنتاج يتضمن إثبات أو نفي الفرضيات التي اقترحها الباحث بعد وضع التساؤلات.

ما العامل المشترك بين كل من الملاحظة والاستنتاج؟

يُعد كل من الملاحظة والاستنتاج من بين الأساليب والآليات التي يستخدمها الباحثون عند إعداد وتنفيذ البحوث العلمية، وكلاهما يساعد في التوصل للمعارف والنظريات إذا كان البحث أكاديميًّا، أما إذا كان البحث مهني أو عملي؛ فإن الملاحظة تستخدم في سبيل حل مشكلة محددة.

ما أهم أدوات البحث العلمي؟

يوجد مجموعة كبير من الأدوات أو بمسمى آخر التقنيات التي تستخدم في تجميع البيانات عند إعداد البحوث العلمية، وسبق أن أوضحنا الملاحظة في الفقرات السابقة، وسنستعرض الاستبيان والمقابلة فيما يلي:

الاستبيان (الاستقصاء):

• يُعد من أهم أدوات البحث العلمي، ويستخدمه قطاع كبير من الباحثين؛ من أجل تجميع البيانات والمعلومات البحثية، وهو عبارة عن نموذج يحتوي على أسئلة أو جمل خبرية، ويجيب المبحوثون عنها.
• يمكن أن يستخدم الباحث الاستبيان بالتزامن مع أدوات بحث أخرى، ولا يوجد مشكلة في ذلك، والهدف من ذلك تجميع أكبر قدر من المعلومات، ولإرساء مبدأ الموضوعية، من أجل إقناع القراء والمُقيمين بصحة الاستنتاجات التي تم التوصل إليها في النهاية.
• يمكن أن يتضمن نموذج الاستبيان أسئلة مفتوحة، ويُعرف في ذلك الوقت باسم الاستبيان المفتوح، أو يمكن أن يتضمن أسئلة مغلقة تتضمن خيارات للإجابات، ويعرف في ذلك الحين باسم الاستبيان المغلق، ويكمن أن يتضمن الاستبيان نموذجي الأسئلة سالفي الذكر.
• من بين مزايا الاستبيان: قلة التكلفة وسهولة الإعداد وإمكانية الوصول لأكبر عدد من المبحوثين وخاصة في ظل إمكانية طرحه من خلال الإنترنت في تلك الفترة، وتجميع من خلال المواقع أو شبكات التواصل الاجتماعي.
• من أبرز عيوب الاستبيان: عدم معرفة انفعالات المفحوصين، وكذلك إمكانية عدم الحصول على جميع الاستمارات، واحتمالية عدم فهم بعض المفحوصين للسائلة التي يتم تدوينها في الاستبيانات.

المقابلة:

• المقابلة تصنف من بين أدوات البحث العلمي الأساسية شأنها شأن الملاحظة والاستبيان، وهي عبارة عن لقاء وجهًا لوجه بين الباحث ومبحوث أو مجموعة من المبحوثين، ويستهدف الباحث من ذلك تجميع مجموعة البيانات والمعلومات التي تهمه حول موضوع معين.
• من أبرز إيجابيات المقابلة ما يلي: التعرف على انفعالات أو انطباعات المبحوثين وتحري مدى صدقهم، وفي حالة وجود أسئلة غامضة يمكن أن يقوم الباحث بشرحها؛ بهدف الحصول على الإجابات الصحيحة.
• من أهم عيوب المقابل: ارتفاع تكلفة إجراء المقابلة، وكذلك تطلبها فترة زمنية كبيرة لتنفيذها بخلاف الاستبيان، وكذلك احتياج المقابلة لخبرات ومهارات كبيرة، بالإضافة لإمكانية تعاطف الباحث مع المبحوثين، ومن ثم يصبح هناك تحيز شخصي.

ملحوظة:

بعد أن يضع الباحث الاستنتاج يجب أن يتبع ذلك وضع عدد من التوصيات، والتي تمثل الحلول المستخدمة مُستقبلًا من جانب المسؤولين لاتخاذ القرارات المناسبة لحل مشكلة البحث.

بعد أن يضع الباحث مجموعة التوصيات يمكن أن يضع عددًا من المقترحات البحثية؛ لكي يدرسها الباحثون الآخرون في المستقبل، وينبغي أن تكون هذه المقترحات ذات صلة بموضوع الدراسة.

وبعد أن فصَّلنا محاور مقالنا: الفرق بين الملاحظة والاستنتاج وما هي أهم أدوات البحث؟ يجب الإشارة إلى أن اختيار نوعية أداة البحث العلمي يتوقف على طبيعة موضوع البحث، وكذلك وفقًا لحجم عينة البحث.