تعريف المنهج التاريخي
تعريف المنهج التاريخي

مقدمة

إن الاطلاع على تعريف المنهج التاريخي من الأمور المفيدة جداً لطلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين من مختلف التخصصات، فهذا المنهج العلمي أحد أكثر مناهج البحث العلمي استخداماً بالعديد من الدراسات البحثية. علماً أن المنهج التاريخي قد يكون المنهج الوحيد المستخدم في الدراسة البحثية، كما أنه وفي العديد من الدراسات العلمية قد يكون أحد المناهج المستخدمة إلى جانب منهج أو مناهج بحثية.

حيث يسمح المنهج التاريخي للباحث العلمي ان يضع الاجراءات البحثية المنظمة التي تساعد على الوصول للنتائج البحثية السليمة. ونظراً لأهمية المنهج التاريخي فإننا سنتناول في هذا المقال أهم المعلومات حول تعريف المنهج التاريخي، مع عرض اهميته وأهم مميزاته وعيوبه، بالإضافة إلى التعرف على أهم مصادره وعلى اجراءات استخدامه.

تعريف المنهج التاريخي

إن كلمة المنهج تعني الطريقة أو الأسلوب المنظم الذي يستخدم للوصول إلى هدف محدد، وقد جُرّب بشكل مسبق من قبل الكثيرين وكان له نتائج إيجابية سمحت بتعميمه واتباعه في حالات أخرى. بينما كلمة التاريخي فهي تدل على الأحداث الحاصلة في زمن سابق، وقد جرى تدوينها بالزمن الماضي الذي يسبق الزمن الحاضر أو الحالي.

المنهج التاريخي هو المنهج العلمي الذي يعتمده الباحث العلمي عبر الاستفادة من أحداث ماضية حول مشكلة معينة، وتطبيقها على إشكالية حالية بهدف التنبؤ بالمستقبل أو إيجاد حلول فعالة للمشكلات البحثية.

ولأن الإنسان بشكل طبيعي يرتبط بالماضي ويصعب عليه العيش بمعزل عنه، فهو يعمل على الاطلاع على الامور الحاصلة بالماضي ليستفيد من الإيجابيات ويبني عليها ويطورها، أو لتجنب الأخطاء السابقة أو توقع المستقبل، بحيث يستشف من الأحداث الماضية أساليب وطرق قد تساهم في تحسين واقعه الحالي، أو ما سيصل إليه بالمستقبل.

وبناءً عليه نجد أن تعريف المنهج التاريخي بأنه المنهج العلمي الذي يعتمده الباحث العلمي عبر الاستفادة من أحداث ماضية حول مشكلة معينة، وتطبيقها على إشكالية حالية بهدف التنبؤ بالمستقبل أو إيجاد حلول فعالة للمشكلات البحثية.

فمن خلال المنهج التاريخي يتم تجميع المعلومات والبيانات الماضية والعمل على ترتيبها وتنظيمها ثمّ نقدها، وبعد ذلك يمكن عرضها على أنها إحدى الحقائق الموثوقة القابلة للخروج بمدلولات وقرائن، تسمح للباحث العلمي أن يفهم مشكلة البحث ويصل بها إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

أهمية المنهج التاريخي في البحث العلمي

بعد أن اطلعنا على تعريف المنهج التاريخي من المفيد التعرف على أهمية هذا المنهج العلمي الذي يستخدم على نطاق واسع في العديد من المجالات العلمية، وأبرز هذه النقاط التي تظهر أهمية المنهج التاريخي هي:

  • إن الاطلاع على الدراسات السابقة التي اعتمدت مواضيع مشابهة للمشكلة البحثية والتي اعتمدت المنهج التاريخي تساعد الباحث العلمي على زيادة خبراته وأن يوسع قاعدته المعرفية، كما ان الرصيد العلمي والثقافي للباحث سوف يرتقي بشكل كبير.
  • يساعد هذا المنهج العلمي الباحث التاريخي على أن يوضح العلاقات بين الظاهر المتعددة المتشابهة، وتسمح له التعرف على الحدود الزمانية أو المكانية التي نشأت بها.
  • يعمل المنهج التاريخي على أن يعرّف بنقاط وأمور متعددة ترتبط بشكل وثيق بموضوع الدراسة الحالية أو الدراسات السابقة التي يعتمد عليها البحث الحالي.
  • وبالتالي فإنه يتمكن من عرض عدد من المصادر والمراجع البحثية المرتبطة أكاديمياً بالبحث الحالي والموثقة بشكل علمي سليم، وهو ما يساهم في إغناء وإثراء البحث العلمي، ويظهر ما بذله الباحث من مجهودات مما يزيد من ثقة القراء ولجان التحكيم بالدراسة المقدّمة.
  • يسمح المنهج التاريخي للباحث العلمي أن يتنبأ بالمستقبل فيما يرتبط بالمشكلة أو الظاهرة البحثية، وأن يعمل على إيجاد الاستنتاجات والحلول المنطقية للدراسة من خلال التوقع لما يمكن للظاهرة او المشكلة البحثية الوصول إليه.

أهم مميزات المنهج التاريخي بالبحث العلمي

من خلال عرضنا تعريف المنهج التاريخي يمكن أن تظهر لنا العديد من المميزات لهذا المنهج العلمي، والتي يمكن اختصارها بما يلي:

مقارنة بين المنهج التاريخي والمناهج الأخرى
المعيار المنهج التاريخي المناهج الأخرى
نطاق الاستخدام واسع في مختلف التخصصات محدود حسب نوع المنهج
التكاليف منخفضة نسبياً مرتفعة في بعض المناهج
إمكانية الاختبار غير ممكنة ممكنة في معظم المناهج

أبرز عيوب المنهج التاريخي بالبحث العلمي

قبل أن يختار الباحث العلمي منهجية دراسته البحثية عليه التعرف على مميزات وعيوب كل منهج منها، فذلك سيساعده على اختيار المنهج العلمي المناسب، وعلى الباحث الذي يستخدم المنهج التاريخي أن يدرك عيوب هذا المنهج التي يمكن اختصارها بما يلي:

إن المنهج التاريخي يعتمد على بيانات ومعلومات من الماضي لا تقبل الاختبار، مما قد يجعل النتائج مشكوكاً فيها إذا اعتمد الباحث على هذا المنهج وحده دون دعمه بمناهج أخرى.

اجراءات استخدام المنهج التاريخي

إن اعتماد المنهج التاريخي يتطلب من الباحث العلمي اتباع مجموعة خطوات وأن يقوم ببعض الاجراءات، وهذه الخطوات تتشابه في الكثير من الحالات مع الاجراءات التي تتطلبها اعتماد مناهج علمية أخرى.

1. اختيار المشكلة البحثية

إن خطوة اختيار وتحديد الظاهرة أو المشكلة في البحث العلمي هي أهم خطوات البحث العلمي، وهي الخطوة الرئيسية التي تبنى عليها الدراسة البحثية بغض النظر عن المنهجية العلمية المعتمدة في البحث العلمي.

2. جمع البيانات والمعلومات

في ثاني الخطوات المرتبطة بالمنهج التاريخي على الباحث العلمي أن يعمل على جمع المعلومات والبيانات التي ترتبط بشكل وثيق بالمشكلة البحثية.

أهم مصادر المنهج التاريخي

للمنهج التاريخي العديد من المصادر الفرعية التي تأتي من ضمن التصنيفين الرئيسيين للمنهج التاريخي وهما المصادر الأولية الأصلية، والمصادر الثانوية الفرعية.

المصادر الأصلية (الأولية)

يطلق اسم المصادر الأولية على المعلومات والبيانات التي يقوم بكتابتها او النطق بها أفراد شاهدوا الحدث المذكور بالمصدر وعاصروه.

المصادر الفرعية (الثانوية)

كما يظهر معنا من اسم هذه المصادر فهي ليست من المصادر الأصيلة بل هي مصادر استمدت من مصادر أخرى تكون أكثر مصداقية وموثوقية منها، أي انها تستمد من المصادر الأولية التي تعرفنا عليها بالفقرة السابقة.

خاتمة

وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم المنهج التاريخي، وعلى أهمية هذا المنهج من مناهج البحث العلمي، ولأن اختيار المنهج العلمي يحتاج من الباحث معرفة مميزات وعيوب كل منهج من مناهج البحث العلمي، فقد تعرفنا على أهم مميزات وأبرز عيوب المنهج التاريخي بالبحث العلمي.

كما أننا عرضنا أهم اجراءات استخدام هذا المنهج البحثي، وعرضنا المصادر الأولية والمصادر الثانوية وما تتفرع إليه من مصادر تعتبر من اهم مصادر البحث التاريخي.

وفي الختام نسأل الله تعالى ان نكون قد وفقنا في تقديم المعلومات المفيدة للباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا حول تعريف المنهج التاريخي، وأهم المعلومات المرتبطة بهذا المنهج من مناهج البحث العلمي.


ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك