الشكر والتقدير في البحث العلمي من بين الإجراءات الكتابية المُهمة، وعلى الرغم من أن تلك الخطوة غير منهجية؛ فإنها تمنح المقيمين انطباعًا جيدًا كون الباحث لا ينسى فضل المُحيطين، ممَّن أمدُّوه بالعون من أجل استكمال البحث وخروجه إلى النور على الوجه الأمثل، وبالطبع فإن كل خطوة يخطوها الباحث لا بد لها أن تكون مُتكاملة، ووفقًا للمعايير التي وضعها الخبراء في البحوث العلمية، وسنوضح كثيرًا من المعلومات عن جزء الشكر والتقدير في البحث العلمي من خلال محاور المقال.

عناصر المقال:

• ما موضع جزء الشكر والتقدير في البحث العلمي؟
• من الأشخاص والجهات المنوط بهم الشكر والتقدير في البحث العلمي؟
• ما الفرق بين الإهداء والشكر والتقدير في البحث العلمي؟
• نموذج شكر وتقدير في البحث العلمي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما موضع جزء الشكر والتقدير في البحث العلمي؟

يتم وضع جزء الشكر والتقدير، أو بمسمى آخر الشكر والعرفان، بعد صفحة العنوان مباشرة، وقبل جزء الإهداء في البحث العلمي، وذلك هو الشائع، غير أن هناك بعضًا من الطلاب يضعون الإهداء أولًا، ويليه الشكر والتقدير، ولا مشكلة في ذلك، وذلك الجزء غير منهجي، بمعنى لا يوجد بينه وبين المادة العلمية للبحث أي علاقة، ولا تأثير له على سير البحث، ولكنه جزء أساسي في الرسائل العلمية.   

من الأشخاص والجهات المنوط بهم الشكر والتقدير في البحث العلمي؟

الجامعة:

يعيش الباحثون فترة داخل الجامعة من أجل حضور المُحاضرات التي تسبق وضع الرسالة العلمية، ويمكن أن تكون الجامعة ذاتها محل شكر وتقدير من جانب الباحث.

أفراد عينة البحث العلمي:

يتطلب أجراء بعض أنماط البحوث والرسائل العلمية اختيار عينة من الأفراد، ويمثلون الصفات التي يفتش عنها الباحث، وطرق اختيار تلك العينة متعددة، ومن أبرزها: العينة البسيطة، والعينة المنتظمة، والعينة الحصصيه، والعينة العنقودية، والعينة الهدفية، ويوجد نوعيات مختلفة من أدوات البحث العلمي، والتي يمكن أن يستخدمها الباحث في سبيل تجميع المعلومات، ومن أهمها: الأستبيانات، وبطاقات الملاحظة، والمقابلات.

مما سبق يتضح الدور المحوري لأفراد عينة البحث العلمي، وخاصة في ظل توفيرهم لمعلومات حصرية، تساعد الباحث في فهم المشكلة، والخروج بنتائج جديدة تزيد من قيمة البحث، لذلك فإن غالبية الباحثين يخصصون فقرة في جزء الشكر والتقدير يمتن فيها الباحث من جماعة المبحوثين.

المسؤولون عن سدة الحكم:

قد يكتب بعض الباحثين فقرة في الشكر والتقدير مخصصة للمسؤولين عن سدة الحكم، ويكيل لهم المديح نظرًا لتوفيرهم الدعم للمنظومة التعليمية والبحثية في دولة معينة.

الجهات التي ساعدت الباحث:

في طريقة تنفيذ بعض نوعيات البحوث العلمية؛ فإن الأمر يتطلب التعامل مع بعض الجهات، والتي تمثل حالات يحتاج الباحث للتعرف على معلومات خاصة بها، من أجل دعم البحث العلمي، والتعرف على التوجهات أو السمات الخاصة بمتغيرات المشكلة البحثية، ومن ثم تحديد مدى صحة الفرضيات من عدمها.

الدكاترة والخبراء الذين أمدوا الباحث بالمعلومات المنهجية:  

بالنسبة للبحوث العلمية تتطلب إشراف دكاترة وخبراء يمدون الباحث العلمي بالمعلومات؛ من أجل أتمام العمل البحثي أو الرسالة العلمية أو الأطروحة، لذلك فإن تلك الفئة من أهم الفئات الواجب توجيه الشكر لها في جزء الشكر والتقدير. 

زملاء الدراسة:

في كثير من الأحيان قد يلجأ الباحثون لغيرهم من الزملاء، ممن يمتلكون ذخيرة علمية، وسبقوه في عمل البحوث العلمية؛ من أجل الاستزادة والتعرف على الأمور المبهمة، وفي تلك الحالة يجب ذكرهم في جزء الشكر والتقدير.

ما الفرق بين الإهداء والشكر والتقدير في البحوث العلمي؟

يخلط الكثيرون بين جُزأي الأهداء والشكر والتقدير في البحوث العلمية، حيث إنه يوجد فروق بينهما، وسنوضحها فيما يلي:

الإهداء: عبارة عن مجموعة من الجُمل التي تتضمن أسلوبًا تعبيريًّا جماليًّا، وفيما ينطلق الباحث من أجل إهداء البحث للمقربين من الدرجة الأولى مثل: الأم والأب الزوجة والأبناء والإخوة والأخوات، أو من  الأهل، أو الأصدقاء المقربين.

الشكر والتقدير (الشكر والعرفان): يتمثل الشكر والتقدير في مجموعة من الجُمل، والتي يشكر فيها الباحث المُحيطين به في المنظومة التعليمية كما سبق تفصيلهم في الأسئلة السابقة.

نموذج شكر وتقدير في البحث العلمي: 

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سُلطانه، العظيم الجود، الملك المعبود، الكريم المقصود، الذي لا يخفى عليه أمر في الأرض ولا في السماء، يرى النملة في الليالي السود، ويسمع صوت الدود داخل العود، ويسمع صدى الأنفاس في الصدور، ويرى تدفق المياه في باطن الصخور.

يقول المولى - عز وجل - في محكم آياته:

بسم الله الرحمن الرحيم: ((لئن شكرتُم لأزيدنَّكُم)) صدق الله العظيم [إبراهيم، الآية:7] اللهُمَّ صَلِّ وسَلِّم وبارك على خير البشر مُحمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، صدق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

أشكُر المولى - عزَّ وجلَّ - في البداية؛ فلا يستوي الشكر دون التَّوجُّه لربِّ البشر القادر على كل شيء، ولقد يسَّر لي السُّبُل؛ كي أُنهي عملي البحث.

أتوجَّه بالشُّكر والتَّقدير لجامعتي التي تُعد من أبرز الجامعات في وطننا الحبيب، وأمتنَّ لجميع القائمين على الأمر بتلك الجامعة؛ حيث أنهم لا يتوانون في توفير جميع الخدمات للطلاب في مراحل البحث العلمي.

أوجِّه الشُّكر إلى أساتذتي الذين لم يضنُّوا عليَّ بمجهودٍ أو معلومةٍ، وكثيرًا ما كنتُ أتوجَّه إليهم، وأجد المعونة بصدرٍ رحبٍ.

قضيتُ وقتًا كبيرًا في الحصول على المعلومات من عيِّنة الدراسة، وبالفعل وجدتهم متعاونين لأقصى درجة، وأعتبرهم شركاء في ذلك البحث، وأتوجَّه إليهم جميعًا بخالص الشكر.