المقدمة
يُعَدُّ علم الأحياء من بين العلوم الطبيعية المهمة، ويستهدف دراسة الكائنات الحية، ويتضمن ذلك: تصنيفاتها وتطورها ونموها وتوزيعها ووظائفها وهياكلها وأماكن وجودها، وفي الآونة الأخيرة صنف العلماء شعبًا مختلفة تتبع علم الأحياء، غير أن المصطلحات والمفاهيم واحدة، وتربط بين مختلف الشعب والتصنيفات، ومن بين ذلك مصطلح الخلية، وهي الوحدة الأساسية للحياة، ومصطلح الغذاء، وهو عبارة عن استهلاك الأطعمة وتحويلها لطاقة ليبقى الكائن الحي على قيد الحياة، والجينات، وهي المسؤولة عن انتقال الصفات عبر الأجيال.
نظرة حول التسمية
سمي علم الأحياء بذلك الاسم نسبة لكلمة biologia""، وهي لاتينية الأصل، وتنقسم إلى شقين، والشق الأول، وهو كلمة logia""، وتعني علمًا، والشق الثاني، وهو كلمة bios""، وتعني الحياة، وتم استخدام ذلك الاسم اعتبارًا من القرن السابع العاشر، وكان ذلك على يد العالم "كارلوس لينيوس"، وسار على الدرب ذاته كثير من العلماء الأوروبيين، ثم انتقلت التسمية إلى مختلف أرجاء العالم.
تاريخ علم الأحياء
من الناحية المنهجية فإن ظهور علم الأحياء بدأ في القرن السابع عشر، غير أن هناك الكثير من الآثار القديمة التي تدل على أن ذلك العلوم كان معروف ويُدرس في العصور القديمة، وظهر ذلك لدى كل من: الحضارة الفرعونية والبابلية وحضارات الصين والهند القديمة.
وبالطبع، لا ينبغي أن ننسى الدور الذي لعبه علماء اليونان القديمة في تأصيل كثير من النظريات المرتبطة بالإحياء، ومن بين ذلك المؤلفات التي تركها أرسطو وأبقراط ويبوفراستوس.
كان للعلماء المسلمين إسهامات بارزة فيما يتعلق بعلم الأحياء، ومن بين ذلك كتاب علم التشريح لأبي بكر الرازي، وكتاب علوم النباتات لأبي حذيفة الدينوري، وكذلك ما دوَّنه الجاحظ من مؤلفات، ولقد قام المسلمون بترجمة الكثير من كتب الأحياء عن اليونانيين في فترة الدولة الأموية والعباسية.
كان لاختراع المجهر على يد العالم "أنطوني فان ليفينهوك" دور كبيرة في تطوير علم الأحياء، حيث تمت رؤية الكثير من الكائنات الدقيقة مثل: البكتيريا والفطريات، وعلى أثر ذلك تم استنتاج الكثير من النظريات على يد علماء أوروبا، ومن بينهم شوان وشلايدن، الذين وضعا أسسًا لنظرية الخلية على اعتبار أنها الوحدة الأساسية للكائنات الحية.
قفز علم الأحياء قفزات هائلة بعد الألفية الثالثة، حيث تم إجراء الكثير من الاختبارات الناجحة حول مادة الـDNA، والتي تتكون من صبغيات، أو بمسمى آخر "جينات" تحمل الصفات، وبناءً على ذلك اكتشف العلماء كائنات حية دقيقة أخرى، وفي بداية تسعينيات القرن الماضي خرج مشروع "الجينوم البشري" للنور، وهو عبارة عن تحليل لجميع الخرائط الوراثية في جسم الكائنات الحية، وما زالت الاكتشافات تتوالى.
قام العلماء بتصنيف الكثير من فروع علم الأحياء، ويتمثل أبرزها فيما يلي:
المعلوماتية عن الأحياء: وهو فرع يهتم بطريقة استخدام الحواسب الآلية والتقنيات الحديثة في تخزين المعلومات.
علم الأحياء الرياضي: وهي عبارة عن دراسات رياضية للعمليات الحيوية، والتي تقوم بها الكائنات الحية.
الهندسة الحيوية: وينصبُّ ذلك الفرع على دراسة الكائنات الحية؛ من خلال التقنيات الهندسية.
علم حفظ الأحياء: ويهتم ذلك العلم بحماية الحيوانات والنباتات، وإقامة المحميات الطبيعية؛ منعًا لانقراض الأنواع النادرة.
علم التشريح: يُعتبر ذلك العلم أحد الفروع الأساسية من علم الأحياء، ويستهدف دراسة الحالة الوظيفية والهيئة لجميع الكائنات الحية؛ سواء الإنسان أو الحيوان أو النبات.
علم الميكانيكا الحيوية: ويهتم بطريقة بفهم ودراسة طريقة حركة الكائنات الحية.
علم الفيروسات: ويُعد ذلك من أشهر فروع علم الأحياء، وينصب على دراسة الفيروسات والأجسام المماثلة لها.
علم الكيمياء الحيوية: يتضمن ذلك العلم دراسة التفاعلات الكيميائية التي تحدث وتساعد في نشأة الحياة.
علم الأحياء النمائي: ويهتم ذلك العلم بدراسة كيفية تطور وتشكل الكائنات الحياة في أزمنة مختلفة.
علم المحاصيل الزراعية: ويستهدف ذلك الفرع دراسة كيفية إنتاج سلالات جيدة تزيد من الغلة التي تخرجها الأرض الزراعية.
علم الأحياء العتيقة: ويدرس ذلك العلم الأحياء التي عاشت في الحقب الزمنية العتيقة، ومن بينها الديناصورات، والكيتزالكواتل، والإكتيوصور... وغيرها.
علم الفيزياء الحيوية: وتهتم الفيزياء الحيوية بدراسة العمليات الحيوية؛ من خلال تطبيق قواعد ونظريات فيزيائية.
علم الأعصاب: ويهتم ذلك العلم بدراسة كافة مكونات الجهاز العصبي للكائنات الحية.
علم الأنسجة الحية: ويستهدف ذلك العلم دراسة الأنسجة والخلايا التي تتكون منها، ويستخدم في ذلك المجاهر الإلكترونية.
علم الأمراض: ويمكن من خلال ذلك العلم دراسة طبيعة الأمراض التي تصيب الكائنات الحية بجميع تصنيفاتها.
علم البيئة: يهتم ذلك لعلم بدراسة التفاعلات التي تحدث بين الكائنات الحياة، وما يحيط بها من بيئة.
علم الجغرافيا الحيوية: ويتضمن ذلك العلم معرفة توزيع الكائنات الحية من الناحية الجغرافية.
الخاتمة
وفي نهاية بحث عن الأحياء نكون قد فصَّلنا سبب التسمية، ونظره عامة حول تاريخ البيولوجي، وكذلك أهم فروع ذلك العلم الشيق، ولقد حاول الباحث أن يقدم معلومات شاملة حول الأحياء، ومن العديد من المصادر؛ من أجل زيادة الثقافة المعرفية للقراء، وادعو الله أن يحقق بحثي هذا قيمة حقيقة، وأن ينال إعجاب المُقيمين، وإن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بعد أن فرغنا من تفاصيل بحث عن مادة الأحياء؛ نتمنى أن يُديم المولى - عز وجل - عليكم نعمة الصحة والعافية، وينجينا من كافة الأسقام.