المقدمة
يتطلب حل المشكلات مجموعة من القُدرات والإجراءات التي يتبعها الفرد بنظام معين، وبالطبع يستعين في ذلك بالخبرات السابقة والتجارب ذات العلاقة، والهدف من ذلك هو التوصل لحل مناسب، والقضاء على أي تأثيرات سلبية قد تُحدثها هذه المشكلة.
يتوقف نجاح الشخص في اكتساب المهارات الخاصة بحل المشكلات على رد الفعل وطريقة التعامل مع المشكلة، وجدير بالذكر أن حل المشكلات واتخاذ القرار يرتبطان بشكل وثيق، ويتم ذلك بناءً على تحديد البديل الأفضل من بين مجموعة من الحلول المقترحة أو البدائل في سبيل حل المشكلة.
يجب أن نتفق جميعًا على أنه لا يوجد حياة دون مشاكل، والجميع معرض للمشاكل، ولا يعني ذلك وجود نقص، وللمشكلة أكثر من حل، مع العلم بأن المشاكل يمكن أن تتجدد، ومن المهم أن نتدرب على طريقة حل المشكلات.
تعريف المشــــكلة
عرف الخبراء المشكلة بأكثر من تعريف، وسنفصل البعض منها فيما يلي:
المشكلة عبارة عن استخدام للمعلومات والمعارف وفقا لنظام معين؛ من أجل مواجهة موقف سلبي، وتتمثل البداية في إدراك المشكلة والوعي بها، وتحديد مكنونها، ودون ذلك فإن النتائج ستكون مخيبة للآمال.
المشكلة عبارة عن موضوع أو ظاهرة غامضة تتكرر في الحدوث، وقد تكون صغيرة أو كبيرة، وتجعل الإنسان في حيرة ويطرح تساؤلات بُغية الإجابة عنها.
وملخص ما سبق هو أن المشكلة عبارة عن "صعوبة في موقف معين يجب تخطيه؛ من أجل تحقيق هدف أو مجموعة من الأهداف".
مناهج حل المشكلات
يُعد كل من الاستقراء والقياس من بين أقدم الوسائل التي عرفها البشر في سبيل حل المشكلات، وسنوضح طبيعتهما فيما يلي:
الاستقراء: عبارة عن فهم للعام من خلال دراسة الخاص، بمعنى أن الدارس ينتقل من حالة جزئية إلى قاعدة عامة.
القيـــــاس: القياس أو الاستنباط عبارة عن انتقال الباحث من نظرية عامة، وتطبيقها على الجزئيات، بمعنى أنه عكس الاستقراء.
طرق حل المشكلات
يوجد أكثر من طريقة فصَّلها العلماء المحدثون من أجل حل المشكلات، وسنوضح ذلك من خلال ما يلي:
أسلوب قبعات التفكير الست:
تُعد هذه الطريقة من بين الطرق الحديثة في حل المشكلات، حيث يتم تقسيم أساليب التفكير إلى مجموعة من القبعات، وتمثل كل قبعة إحدى الخطوات في سبيل حل المشكلات، ولكل قبعة لون يعبر عنها، ويجب أن يعمل أعضاء الفريق على ارتداء كل قبعة معًا في مراحل متتالية كما يلي:
القبعة البيضاء:
في حالة ارتداء أعضاء الفريق للقبعة البيضاء؛ فإنه يتم التركيز على تحقيق هدف معين، وبشكل واقعي مع نبذ الخلافات.
القبعة الحمراء:
وارتداء الفريق لتلك القبعة يجعلهم يعبرون عن المشاعر الداخلية نحو هذه المشكلة دون إخفاء لأي عواطف.
القبعة السوداء:
تشير تلك القبعة إلى تبني بعض أعضاء الفريق أسلوب سلبي في التعامل مع توجيه النقد لغيرهم من أعضاء الفريق والحكم على الأمور من منطلق شخصي.
القبعة الصفراء:
وهي تدل على نظرة أعضاء الفريق الإيجابية وتفاؤلهم، ومن ثم التوجه نحو إيجاد أفكار يمكن من خلالها الخروج من المشكلة.
القبعة الخضراء:
وتلك هذه القبعة تدل على طرح الأفكار الإبداعية من جانب أعضاء الفريق، والتشارك في التفكير، والعمل بشكل جماعي.
القبعة الزرقاء:
تدل هذه القبعة على التفكير بشكل كلي حول المشكلة، والتطلع نحو الخروج بنتائج جيدة، ويتبعها اتخاذ قرارات فعالة.
طريقة العصف الذهني:
تعد تلك الطريقة من أحدث طرق حل المشكلات في تلك الفترة، وهي تتطلب طرحًا للحلول بشكل غير تقليدي من جانب مجموعة أفراد دون التقيد بأمر معين، ويتطلب ذلك مجموعة من الخطوات، وهي:
-
إدراك المشكلة، وتحديدها بدقة.
-
طرح المشكلة على فريق من الأفراد، ومساعدتهم على فهمها.
-
تشجيع الفريق على وضع الحلول في فترة زمنية معينة.
-
يمكن تبادل الأفكار بين أعضاء الفريق.
-
تحديد الفروض الخاصة بحل المشكلة.
-
وضع مجموعة من الشروط لاختيار الحلول أو الأفكار.
-
تطبيق الشروط على ما تم طرحه من أفكار.
-
اختيار الأفكار المناسبة.
قواعد مُهمة عند اختيار طريقة العصف الذهني في حل المشكلات:
-
ينبغي تسجيل كافة ما يطرح من أفكار.
-
يجب حث الفريق على طرح الأفكار غير التقليدية.
-
يجب فحص الحلول، وتبيان مكامن القوة والضعف.
-
قبول ما يتكرر من أفكار مع فرزها، والمقارنة بينها، واستبعاد المتشابه، والإبقاء على الإضافات الجديدة.
-
ينبغي مناقشة الجميع بصدر رحب.
-
قبول جميع الحلول المطروحة كمرحلة أولى.
-
لا يجب معارضة الحلول الواقعية الواضحة.
طريقة السبب والنتيجة:
وفي تلك الطريقة يتبع من يرغب في حل المشكلة الخطوات التالية:
-
يقوم الفرد بتقسيم المشكلة إلى عدة أجزاء.
-
وبعد ذلك يقوم بتحديد النتائج والأسباب لكل جزء من الأجزاء المتعلقة بالمشكلة.
-
يتبع ذلك القيام بكتابة الأسباب أو الأحداث الرئيسية التي تؤدي إلى وجود المشكلة.
-
بناءً على ذلك يتم وضع الحلول.
-
يتم اختيار أنسب الحلول.
-
في النهاية يتم اتخاذ القرار.