Whatsapp
بحث عن الأخلاق
بحث عن الأخلاق


 

المقدمة

الأخلاق عبارة عن سمات يُتَّصف بها، وقد تكون حسنة أو سيئة، وما نقصده في مقالنا هو الأخلاق الحسنة، ويقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، ومن هذا يتضح أن هذا الدين لا يتم من دون وجود الأخلاق، والخُلق في اللغة يعني الصورة أو الهيئة التي توضح طبيعة النفس، ويتضح ذلك عن طريق ما يصدر من أقوال وأفعال.

 

أهمية الأخلاق الحسنة

توجد أوجه أهمية مختلفة للأخلاق الحسنة، وسنوضحها في الفقرات التالية:

تُعد الأخلاق الحسنة أو الكريمة من بين أنواع الجمال الذي يسوم بعض البشر، وإذا ما قُمنا بتقسيم الجمال إلى جمال مادي وجمال معنوي؛ فسنجد أن الجمال المادي يمكن أن يتمثل في: الشكل الخارجي، والقوام، والزينة، والملابس... وغيرها، أما بالنسبة للجمال المعنوى أو غير الملموس فيتمثل في: الأدب، والتواضع، والعلم، والصدق.... وغيرها.

للأخلاق الحسنة أهمية عظيمة في الدين الإسلامي؛ فهي عبارة عن عبادة يُمكن عن طريقها الحصول على ثواب وأجر عظيم، وهي أحد العناصر التي يتنافس عليها بنو البشر، وهي من بين أهم أسس المفاضلة بين العباد يوم الدين، ولا يوجد أفضل من مكارم الأخلاق في الميزان يوم القيامة، حيث إن أجرها يُماثل أجر العبادات الأخرى التي يقوم بها المسلمون.

وتُعتبر الأخلاق الحسنة من بين أهم ما يدعو إليه الدين الإسلامي، وذلك يدل على مدى عظمته، وتظهر الأخلاق في الأقوال والأفعال، ويمكن التعامل مع مختلف الفئات مهما كانت ديانتهم عن طريق القيم الأخلاق الكريمة.

للأخلاق الحسنة أهمية كبيرة؛ حيث إنها تساعد على إنهاء الخصومة والعداوة بين بني البشر، ومن ثم نشر المودة والمحبة بين الجميع، وهنا آية قرآنية تدلنا على ذات المعنى، حيث يقول المولى -عز وجل- في مُحكم آياته، بسم الله الرحمن الرحيم: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)، صدق الله العظيم [فصلت: 34-35].

وتُعتبر الأخلاق الحسنة من بين الأمور الضرورية في سبيل استمرارية الأمم في تفوقها، والأخلاق السيئة أو الفساد من بين أسباب استحقاق العذاب؛ ويقول المولى -عز وجل- في مُحكم آياته، بسم الله الرحمن الرحيم: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عليها الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا(، صدق الله العظيم [الإسراء:14].

 

 

أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم

لقد تجمَّعت جميع الصفات الحميدة في نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لذلك تعلق الكثيرون به منذ الصغر، وترك من دخل الدين الإسلامي معتقدات الجاهلية السيئة لما ارتأوه من مكارم الأخلاق، ولقد قال المولى -عز وجل- في مُحكم آياته نعاتًا النبي: بسم الله الرحمن الرحيم: (وإنك لعلى خلق عظيم)، صدق الله العظيم [سورة القلم:4]، ولقد اتسم النبي - صلى الله عليه وسلم - بعديد من الصفات التي تدخل تحت صنف الأخلاق الحسنة، وسنوضح أبرزها فيما يلي:

 

الصدق:

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - صادقًا مع ربِّ العباد، وكذلك مع نفسه، وبالمثل مع أهله، وكذا مع الناس، والأكثر من ذلك مع الأعداء، وإذا تمثل الصدق في شخص فلن يكون إلا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ولقد تعلم الناس الصدق منه، ولقد لقُب بالصادق الأمين في فترة ما قبل الإسلام، ولقد أجمع من خالط النبي - صلى الله على وسلم - أنه الصادق الذي لم يتفوَّه بكلمة كذب طوال حياته، ولا يوجد من شكك في أخباره، غير أن الكثيرين ناقضوا أنفسهم، وكذبوا النبوة والرسالة، ولو كانوا رجعوا إلى تجاربهم وتاريخ النبي لتيقنوا أنه لا يكذب أبدًا.

 

العدل:

كان الصادق الأمين محمد - صلى الله عليه وسلم - أعدل العادلين، فلقد أدبه المولى -عز وجل- فأحسن تأديبه، وكان النبي ذا فطرة سليمة، وكان هو القاضي بالنسبة للمسلمين، وهو القدوة فلقد كان يزن الحق، وعدل بين المؤمن والكافر، والغني والفقير، والقريب والبعيد، والصديق والعدو، وشعر الجميع بنزاهة الأحكام والعدالة.

 

الصبر:

تدلنا الكثير من الآثار في السنة النبوية على مدى صبر النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما لحقه من أذى وبلاء؛ حيث ظل يدعو قومه إلى التوحيد ثلاثة وعشرين عامًا، وفي المقابل كان هناك من يحشدون قواهم من أجل مواجهة ذلك، ولكن هذا لم يزد النبي الكريم إلا إصرارًا، وكان داعمه في ذلك الصبر والجلد؛ حتى دخل الناس في دين الله أفواجًا، ويقوم المولى، عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم: (فاصبر على ما يقولون)، صدق الله العظيم.

 

الكــرم:

كان كرم النبي - صلى الله عليه وسلم – جديدًا في نوعه؛ فلقد كان لابتغاء مرضات الله، ومن أجل حماية الدين الإسلامي، وكان يبذل الكثير وينفق في سبيل الله، وما سُئل النبي عن شيء من الأشياء يمتلكه إلا وأعطاه.

 

الخاتمة

وبعد أن استعرضنا محاور مهمة في بحثنا عن الأخلاق، فلقد حاول الباحث أن ينوع من المراجع والمصادر التي ترتبط بموضوع الأخلاق؛ بُغية توضيح معلومات متنوعة، وتم إقران البحث بالكثير من الدلائل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وندعو الله أن تسود الأخلاق الحسنة بلداننا؛ وأن نتجنب الكراهية والحقد والبغض.

 


ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك