المقدمة
المُقابلة في اللغة العربية تعني لقاءً يجمع بين شخص وآخر، أو شخص ومجموعة من الأشخاص، وذلك من أجل الحصول على معلومات وبيانات، وتعتبر المقابلة الشخصية التي ترتبط بالحصول على وظيفة معينة من أشهر أنواع المقابلات، ويندرج تحتها تصنيفات أخرى، ويتطلب اجتيازها امتلاك الكثير من المهارات والخبرات، وهو ما سنلقي عليه الضوء من خلال بحث عن المقابل الشخصية مع المراجع.
تعـريف المقابلة الشخصية
المُقابلة الشخصية تتمثل في لقاء يجمع بين الشخص الذي يرغب في الحصول على وظيفة وصاحب العمل بشخصه أو من ينوب عنه، ويطلق عليها باللغة الإنجليزية Personal interview، والهدف من هذه المقابلة هو اتخاذ القرار بالموافقة أو الرفض فيما يتعلق بتعيين المتقدم؛ من أجل تبوؤ وظيفة معينة، والتعرف على الخبرات والمهارات التي يمتلكها هل هي مناسبة لطبيعة المهام الخاصة بالعمل أم لا؟، وأثناء إجراء المقابلة يتم إلقاء مجموعة من الأسئلة على المرشح، وعليه أن يجيب عنها.
أنواع المقابلات الشخصية
المقابلة بشكل فردي:
وتعتبر تلك النوعية هي الأكثر شيوعًا بين المقابلات الشخصية، حيث يتم اللقاء بين المتقدم للوظيفة وصاحب العمل أو من ينوب عنه وجهًا لوجه، وفي كثير من الحالات يسبق تلك المقابلة امتحان أو تقييم، وفي حالة اجتياز المتقدم للوظيفة لتلك المرحلة يتم تحديد موعد للمقابل الفردية، من أجل يتأكد المسؤولون من مدى مناسبة الموظف لطبيعة العمل المُزمع الانتظام به في المستقبل.
المقابلة الجماعية:
يقوم بعض أصحاب الأعمال أو القائمون بالمقابلات بإجراء المقابلة الجماعية بغرض اختصار الوقت؛ حيث يتم استدعاء جميع المرشحين لشغل وظيفة معينة، والقيام باختبارهم جميعًا في نفس الوقت، وذلك الأمر مفيد من حيث التعرف على كيفية تعامل المشرحين فيما بينهم، ومن منهم يستطع أن يصبح قيادي في المستقبل، حيث يتم طرح نفس الأسئلة على جميع المرشحين، ومن ثم تقييم كل منهم من خلال أسلوب الإجابة، وهي فرصة لكي يظهر المُتميزون.
المقابلة عن طريق الهاتف:
قد لا يتقابل صاحب العمل مع الشخص المتقدم للحصول على وظيفة، حيث يقوم صاحب العمل بالاتصال بصورة فجائية كمرحلة أولى، وفي تلك الحالة لا يكون أمام المتقدم للوظيفة سوى فترة زمنية محدودة؛ من أجل التحدث وإظهار خبراته ومهارته، والهدف من تلك الطريقة هو تعرف صاحب العمل على مدى قدرة المتقدم على تحميل المسؤوليات الخاصة بالوظيفة، وبعد ذلك يمكن القيام بإجراء مقابلة فردية روتينية وفي النهاية يتم التعيين.
من المهم أثناء اتصال صاحب العمل بشكل تليفوني أن يحرص المتقدم للوظيفة على الإجابة والرد بصورة فورية، ويمكن من خلال خاصية إظهار الرقم التعرف على طبيعة رقم المتصل، ومن ثم الاستعداد المناسب قبل الرد والبدء في الحديث، وبما يضمن التأهل نحو إجراء مقابلة فردية فيما بعد، ومن المهم أن يكون لدى الموظف المُتقدم خلفية معلوماتية عن الشركة.
المقابلة السلوكية:
يلجأ البعض من أصحاب الشركات لمثل هذه النوع من المقابلات الشخصية؛ بهدف معرفة أسلوب تعامل الموظف مع ما يواجه من مواقف، وبناءً على ذلك يتم تقييم الموظف، والتعرف على جدوى تعيينه من عدمه، ومن الممكن أن يعرف الموظف المتقدم كون هذه المقابلة سلوكية؛ من خلال نوعيات الأسئلة التي يطرحها صاحب العمل أو المسؤول عن المقابلة، ومن المهم أن يجيب المتقدم لشغل الوظيفة؛ من خلال التجارب التي خاضها بشكل مسبق؛ فهي خير دليل على قدراته ومهاراته في مواجهة الصعاب.
في حالة كون المتقدم على علم بكون المقابلة سلوكية، فمن المهم أن يقوم قبل التوجه للمقابلة بمراجعة ما مر به من خبرات سابقة، وكيف قام بالتصرف في مواجهة المواقف الصعبة، ويمكن أن يدون ذلك في صورة كتابية من أجل تذكرها.
المقابلة مع لجنة:
وتلك النوعية من المقابلات الشخصية عبارة عن لقاء يجمع بين الموظف المتقدم ولجنة تتضمن مجموعة من المسؤولين عن الشركة، وفي النهاية يتم تعيين المتقدم من خلال موافقة الأغلبية، ومن المهم في تلك الحالة أن يحاول الموظف إثارة إعجاب جميع أعضاء اللجنة.
من الممكن أن تثير تلك النوعية من المقابلات القلق والتوتر لدى البعض، غير أن صاحب العمل يتفهم ذلك بخبراته الواسعة، وقد يكون ذلك من بين أهداف تقييم قدرة الموظف على التعامل في مثل هذه الظروف، والتي يواجه فيها بعض الضغوط الخارجية.
من المُهم أن يصافح الموظف جميع أعضاء اللجة، ويحافظ على التواصل من خلال البصر مع جميع الأعضاء، وينبغي أن يحاول أن يترك انطباعًا جيدًا على قدر المستطاع، وتتضمن هذه النوعية من المقابلات إلقاء أسئلة من جميع الأعضاء.
الخاتمة
وفي نهاية طرحنا حول بحث عن المقابلة الشخصية؛ ينبغي التنويه لأهمية الاستعداد بشكل جيد لتلك المقابلة، وخاصة في حالة كون الوظيفة المرجو شغلها مُتميزة، وسينطوي عليها الحصول على مكانة متميزة ومرتب مرتفع، مع عدم التسرع عند الإجابة عن الأسئلة وفهم المغزى منها أولًا، وفي حالة عدم سماع السؤال بشكل جيد يمكن طلب إعادة طرح السؤال مرة أخرى، ومن المهم أن يكون المتقدم للوظيفة هادئ الأعصاب، ولا ينجرف وراء الاستفزازات التي قد يصطنعها البعض ممن يُديرون المقابلة الشخصية؛ للتعرف على رد الفعل.
المراجع:
