سنتناول عبر محاور مقالنا مشكلة وحلها بالطريقة العلمية، والطريقة العلمية تعني أسلوبًا أو منهجًا أسَّسه علماء أو فلاسفة سابقون، وبناءً على ذلك تم اتباعه من جانب المحدثين في سبيل تفهم الإشكاليات التي تواجههم، وبالطبع فإن الطريقة العلمية لها أهمية كبيرة؛ من أجل التوصل لمعارف جديدة، وتلك المعارف قد تكون نظرية أو مسلمة أو قاعدة، وهو ما يعرف بالنتائج الأكاديمية للبحث، أو قد تكون مجموعة من الحلول لمشكلة واقعية، وهو ما يعرف بالنتائج العملية.
ما هي المشكلة؟
تُعرف المشكلة على أنها أمر يمثل صعوبة، فالمشكلة عكسها اللا مشكلة، وعلى سبيل المثال في حالة اعتيادك وجود المفاتيح الخاصة بشقتك في جيبك عند الخروج والتوجه للعمل، وعند العودة تقوم بفتح باب الشقة والدخول، أما في حالة نسيانه والتفطن بذلك عند العودة فإن ذلك يعد مشكلة، ويجب حلها.
ما هي شروط المشكلة العلمية؟
المشكلة العلمية عبارة عن موضوع أو ظاهرة يتبنَّاها الباحث بقصد فهمها وتفصيلها، والوصول لنتائج تضيف لرصيد المعرفة، وشروط المشكلة التي يختارها الباحث لتنفيذها في البحث ما يلي:
أن تكون ضمن اهتمامات الباحث: يجب أن تكون المشكلة ضمن الاهتمامات الخاصة بالباحث، وفي نفس تخصصه العلمي؛ حتى يستطيع أن يخرج بأفضل النتائج بناءً على الخلفية المعلوماتية التي يمتلكها.
أن تكون واضحة: يجب أن تكون المشكلة العلمية واضحة من حيث المعالم، ويعترف جمع من البشر بوجودها، وليست مجرد خيالات تدور في أذهان الباحث.
أن تكون مكررة الحدوث: ينبغي أن تكون المشكلة العلمية متكررة من حيث الحدوث؛ فعلى سبيل المثال مشكلة الانفجار السكاني يراها الجميع بوضوح في بعض الدول، ويتم رصد الوضع عامًا تلو الآخر.
أن تكون مناسبة لوقت الباحث: من المهم أن تناسب المشكلة وقت الباحث، فعلى سبيل المثال في حالة اختيار الباحث لموضوع من أجل تضمينه لرسالة ماجستير؛ فإن الباحث ملتزم بوقت معين من أجل تسليم الرسالة، لذا وجب اختيار المشكلة التي تناسب ذلك، ووفقًا لمتطلبات جهات الدراسات العليا.
أن تكون مناسبة لإمكانيات الباحث المادية: ينبغي أن يختار الباحث مشكلة علمية تناسب ما يتوافر معه من مال، أو مع ما يتم إنفاقه من جانب الجهات المسؤولة عن الدراسات العليا، حيث إن لذلك تمويلات مُحددة لا ينبغي تجاوزها.
أن تكون مشكلة لها مصادر ومراجع: ينبغي أن يستعين الباحث عند تنفيذ البحث بالمصادر والمراجع؛ من أجل تضمين المعلومات المهمة المتعلقة بالمشكلة، وتوضيح كافة الجوانب المتعلقة بها.
أن تكون مشكلة لها دراسات سابقة: تعرف الدراسات السابقة بكونها بحوثًا تناول فيها السابقون نفس المشكلة أو جانب منها، ويقوم الباحث بعرضها لتأكيد جودة البحث الخاص به، ويقارن بينه وبين السابقين.
مشكلة وحلها بالطريقة العلمية.
ظاهرة التدخين بين الفتيات في المدارس الثانوية
عنوان البحث: ظاهرة التدخين بين الفتيات في المدارس الثانوية.
لحل هذه المشكلة فإنه ينبغي على الطالب أو الباحث أن يتبع الخطوات التالية:
المقدمة: يتناول الباحث في تلك الخطوة طبيعة المشكلة على الوجه العامة، ومن المهم ألا يتجاوز ذلك أي تفصيلات مكانها المحتوى الداخلي للبحث، وفي الغالب فإن حجم المتقدمة يتراوح بين صفحة وصفحتين بالنسبة للبحوث الصغيرة، أما في رسائل الماجستير والدكتوراه فيمكن أن تتخطى المتقدمة ذلك، وتصل إلى خمس صفحات.
إشكالية البحث والتساؤلات: وفي ذلك الجزء من البحث يقوم الباحث بتسليط الضوء على المشكلة في مجموعة من الجمل، مع طرح تساؤلات تثير الذهن، ويكون ذلك من خلال تساؤل رئيسي، ومجموعة أخرى من التساؤلات الفرعية.
المنهج العلمي: ويوضح الباحث في هذه الجزء ما سيستخدمه من مناهج علمية لتحليل المشكلة، ومن أبرز المناهج العلمية كل من: المنهج التاريخي، والمنهج الفلسفي، والمنهج الوصفي، والمنهج التجريبي.
أهمية وأهداف البحث: يضع الطالب في ذلك الجزء مجموعة من البنود توضح أهمية البحث المثار، والقيمة التي ستعود على الوسط العلمي من إجراء تلك الدراسة، ويتمثل ذلك في الحد من ظاهرة تدخين البنات، وبعد ذلك يضع بنود خاصة بأهداف البحث، بمعنى ما يرغب الباحث في تحقيقه عند انتهاء أجزاء البحث؛ مثل: إيجاد وسائل فعالة للحد من ظاهرة تدخين الفتيات في مرحلة الثانوية.
فرضيات البحث: وهي جمل خبرية يوضح فيها الباحث إجابات محتملة لأسئلة البحث، وتتضمن كل فرضية متغيرين على الأقل، كأن يقول يوجد علاقة بين معاملة الوالدين وتدخين البنات، أو يوجد علاقة بين أصدقاء السوء وتدخين البنات.... وهكذا.
حدود البحث: يضع الباحث مجموعة من الحدود، ويتمثل ذلك في الحدود الموضوعية: بمعنى موضوع البحث، والحدود المكانية: بمعنى مكان إجراء البحث، والحدود الزمانية: بمعنى فترة إجراء البحث.
عينة الدراسة: وهي عبارة عن مجموعة فتيات يختارها الباحث، من أجل تجميع المعلومات والبيانات التي تلزمه لدراسة الظاهرة، ويكون ذلك بأسلوب العينة الاحتمالية؛ مثل: العينة الطبقية، والعينة البسيطة، والعينة المنتظمة، أو بأسلوب العينة غير الاحتمالية؛ مثل: العينة الهدفية، والعينة الحصصية.
الأدوات: وفي ذلك الجزء من البحث يختار الباحث أداة أو أكثر لتجميع المعلومات من الفتيات، وأنسب هذه الأدوات وأقلها من حيث التكلفة الاستبيان (الاستقصاء).
مفاهيم البحث: المقصود بمفاهيم البحث وضع الباحث تعريفات لمتغيرات البحث، بمعنى المصطلحات التي تتكرر مثل: التدخين، والفتيات... وغيرها، ويكون التعرف من الناحية الإجرائية واللغوية إن أمكن.
المحتوى: يضع الباحث في ذلك الجزء شرحًا وافيًا ينقسم إلى أبواب وفصول ومباحث، والتقسيم يتوقف على ما تطلبه جهات الدراسة، وما يُمليه مشرف البحث من معلومات.
النتائج والتوصيات: يدون الباحث في ذلك الجزء النتيجة التي توصل إليها من خلال الاستبيانات، مع وضع جداول التحليل الإحصائي، وفي ضوء ذلك يضع توصيات لحل المشكلة وبشكل عملي.
الخاتمة والمصادر والمراجع: يضع الباحث خاتمة قصيرة في نهاية البحث، ثم يوضح جميع المصادر والمراجع التي استعان بها في قائمة.
وبعد أن أوضحنا مشكلة وحلها بالطريقة العلمية ، ندعو الله أن يوفق جميع الطلاب والطالبات في مختلف الدول العربية والإسلامية.