جدول المحتويات
المُقدمة
الصبر سمة الأنبياء والمرسلين، وكونك صابرًا فإن ذلك لا يعني أنك ضعيف، أو انهزامي، أو تقبل الإساءة، بل إن ذلك معناه التوازن بين رد الفعل المبالغ والتراجع الضعيف، وقال بعض أهل الفقه إن الصبر ينبغي أن يتزامن مع سمة الكرام، ويقول المولى - عز وجل - في مُحكم آياته، بسم الله الرحمن الرحيم: (إن الله مع الصابرين). صدق الله العظيم [سورة البقرة:153]، وذلك يدل على الأهمية الروحية والدينية للصبر.
تعريف الصبر
الصبر عبارة عن حُسن الاحتمال، أو هو الصمود عما يُؤلم النفس، والتحلي بروح الجلد، ونجد أن شهر رمضان كما يطلق عليه "شهر الصبر": بمعنى تحمل منع النفس عن الطعام والشهوات، والصبر على المكروه يعني: تحمله دون شكوى، والصبر على فراق المحبوب يعني: تحمل البعد.
أنــواع الصبر
اختلف العلماء في أنواع الصبر، وغالبيتهم حصر ذلك تحت ثلاثة أنواع، وهي:
-
الصبر على الطاعات، ويكون ذلك من خلال أداء جميع ما حض عليه الدين الإسلامي من عبادات.
- الصبر على المعاصي عن طريق الكف عن جميع ما حرمه المولى عز وجل.
- الصبر على قدر الله سواء أكان ذلك مرضًا أو فقدانًا للأحباء أو جراحًا.... إلخ.
الصبر في القرآن الكريم
يُوجد العديد من الآيات التي تحثنا على الصبر، وسنستعرض البعض منها فيما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)، صدق الله العظيم [آل عمران:120].
بسم الله الرحمن الرحيم: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)، صدق الله العظيم [سورة الأحقاف:35].
بسم الله الرحمن الرحيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، صدق الله العظيم [آل عمران:200].
بسم الله الرحمن الرحيم: (بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ)، صدق الله العظيم.[أل عمران:125].
بسم الله الرحمن الرحيم: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ)، صدق الله العظيم. [البقرة:175].
بسم الله الرحمن الرحيم: (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (صدق الله العظيم. [البقرة:250]([1]).
الصبر في الأحاديث النبوية الشريفة
سنستعرض فيما يلي أربعة من الأحاديث شريفة عن الصبر:
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم حتى نفذ ما عنده، فقال: "ما يكون عندي من خير فلن أنجزه عنكم، ومن يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطى أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر".
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لا يتمنى أحدكم الموت لضر أصابه، إما محسنًا فلعله أن يزداد خيرًا، وإما مسيئًا فلعله أن يستعتب. رواه البخاري.
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال مر النبي – صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر فقال: "اتقي الله واصبري"، قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها إنه النبي – صلى الله عليم وسلم - فأتت باب النبي، فلم تجد عنده بوابين فقلت: لم أعرفك، فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى".
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له، رواه مسلم.
أبيــــات شعر عن الصبر
قال الإمام علي رضي الله عنه:
فإِن تســــــــــألني كيف أنتَ فإِنني * صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ
حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة * فيــــــــــشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ
اصــــــبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ * وكُلُّ أمــــــــــــــرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ
وللميــــــــــــــمنِ في حالاتِنا نظرٌ * وفــــــــــــــــــوقَ تقديرِنا للهِ تقديرُ
قال أعرابي :
تعزَّ فإِن الصـــــــــــــبرَ بالحرِّ أجملُ * وليـس على رَيْبِ الزمانِ معوَّلُ
فلو كان يغني أن يُرى المرءُ جازعًا * لنــــــــــازلةٍ أو كان يُغْني التذلُّلُ
لكان التعزي عند كُلِّ مـــــــــــصبيةٍ * ونـــــــــازلةٍ بالحرِّ أولى وأجمل
فكيف وكلٌّ ليس يعدو حِــــــــــــمامه * وما لامرئٍ مما قضى الله مزحَلُ([2]).
الخـَـاتمة
وفي نهاية بحثنا عن الصبر ينبغي الإشارة إلى ما وعده الله عباده الصابرين، فهو يوفيهم أجورهم دون حساب، بمعنى دون مقدار أو حد لعظم صبرهم على الابتلاء والقضاء والقدر، ويقول الله - عز وجل - في محكم آياته، بسم الله الرحمن الرحيم: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) صدق الله العظيم. [الزمر:10]([3]).
وفي خاتمة طرحنا لبحث كامل عن الصبر مع المراجع؛ نتمنى أن نكون قد وفينا جزءًا يسيرًا من موضوع الصبر، وإن كانت الكلمات والجمل حول الصبر سهلة، فإن الصبر في حد ذاته صعب في اتباعه، جعلنا الله وإياكم من الصابرين.
المـراجع
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D8%A8%D8%B1
https://mawdoo3.com/%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%B9%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D8%B1
