المُقدمة
اختلف الخُبراء في تعريف المهارة، وهناك من صنَّفها وفقَا لعديد من التصنيفات؛ مثل: المهارات العقلية والحركية واللغوية واليدوية والاجتماعية، وسوف نتناول في مقالنا تعريف المهارة بوجه عام، وبعد ذلك سنتطرق لتعريفات مختلفة لأنواع المهارات السالف ذكرها، ثم توضيح الفرق بين المهارة والموهبة، وفي النهاية سوف نضع مجموعة من الأسس التي تساعد على تطوير المهارات.
تعريف المهارة على الوجه العام
- تعريف المهارة (1): المهارة عبارة عن قُدرات تتوافر لدى الإنسان، وتساعد على القيام بمهمة معينة بأسلوب متميز، وفي الوقت المناسب.
- تعريف المهارة (2): المهارة تتمثل في مجموعة من الخبرات يكتسبها الفرد، وتساعد على أداء مهمة معينة وإنجازها على الوجه الأمثل.
- تعريف المهارة (3): المهارة عبارة عن ميزة أو أكثر يتمتع بها الفرد، وتساعد في القيام بعمل معين أو وظيفة محددة.
ومن بين أنواع المهارات على سبيل المثال لا الحصر: العمل في ظل الضغوط، والابتكار والإبداع، والتخطيط.
تعريف المهارات العقلية
ترتبط المهارات العقلية بقُدرات الدماغ، ومدى القُدرة على إنجاز ما هو مطلوب من مهام، والإنسان يحتاج لذلك من الصغر، ويندرج تحت ذلك الذكاء، والقُدرة على الإبداع، والتخطيط، وإقناع الغير، وكذلك القُدرة على النقد والتحليل والتذكر، ومواجهة المواقف اليومية.
تعريف المهارات الحركية
ترتبط تلك النوعية من المهارات بالأنواع المختلفة من الرياضات، والبعض منها يتعلق بالقفز أو المراوغة أو قوة العضلات أو الحركات القتالية أو السرعة... وغيرها، وبعض من هذه المهارات ترتبط بالعروض الفنية، وتحتاج لدقة كبيرة، ويتطلب ذلك تمرينات جدية ولفترات زمنية طويلة؛ لكي يصل اللاعبون للمستوى المطلوب في سبيل دخول المنافسات، والحصول على الجوائز الرياضية.
تعريف المهارات اللغوية
تتمثل المهارات اللغوية في القُدرات التي ترتبط بالتفاعل والتواصل مع الغير، وتوجد أربع مهارات أساسية ترتبط باللغة كما اتفق عليها خبراء اللسانيات، ويتمثل ذلك في: القراءة والتحدث والكتابة والاستماع.
- بالنسبة لمهارة القراءة؛ فهي ترتبط بقُدرات المخ على تفسير الجُمل والكلمات التي تتم مُطالعتها من خلال النظر، ومن ثم نُطقها.
- وبالنسبة لمهارات التحدث؛ فهي عبارة عن تفاعل الدماغ والتعبير عن مشاعر وأفكار عن طريق اللسان.
- أما فيما يخص مهارة الكتابة، فهي تتمثل في قُدرة الفرد على التدوين بأسلوب مُنضبط، وذلك يرتبط بمعرفة ودراسة اللغة بشكل جيد.
- وفيما يخص مهارة الاستماع فهي ترتبط بقُدرة الفرد على فهم وتحليل ما يتم سماعه، ومن ثم الرد بصورة مناسبة.
تعريف المهارات اليدوية
تُعتبر المهارات اليدوية من أكثر أنواع المهارات جذبًا للجمهور، ومن بين ذلك ما يتم تصنيعه من سجاد أو أوانٍ أو مشغلات ذهبية ومجوهرات أو أخشاب... أو غيرها، وتتطلب تلك النوعية من المهارات تعلمًا لفترة زمنية على يد أصحاب الخبرة، والمهارات اليدوية وسيلة مهمة من أجل الحصول على أرباح، كما أنها تساعد على شغل أوقات الفراغ، وتعزيز روح الابتكار والإبداع، كما أنها تدعم الثقة بالنفس، ولها تأثير مهم في اكتساب الصداقات الجديدة من الناحية الاجتماعية.
تعريف المهارات الاجتماعية
تُعتبر المهارات الاجتماعية من بين تصنيفات المهارات التي نحتاج إليها جميعًا، وهي ترتبط بعلاقة الشخص بالآخرين، وطريقة التعامل معهم بأسلوب مُنضبط، ومن أمثلة هذه المهارات كيفية التعاون والتفاعل مع فرق العمل، ومهارات التفاوض، وتقبل الاختلاف في الرأي والنقد، والقُدرة على الإقناع.
هل هناك فرق بين المهارة والموهبة
يستخدم البعض مُصطلحي المهارة والموهبة على أنهما مُترادفان، ولكن هناك مجموعة من الفروقات فيما بينهما، وسوف نوضح ذلك فما يلي:
- المهارة عبارة عن خبرات مُكتسبة بمرور الوقت، أما بالنسبة للموهبة فهي صفة بالفطرة وتولد مع الإنسان.
- المهارة يمكن اكتسابها من خلال الجد والعمل، وسؤال الآخرين عن الأمور غير المعروفة، في حين أن الموهبة منحة من المولى عز وجل.
- يمكن اكتساب المهارة من خلال مصادر التعليم المختلفة، ونجد أن فئة الماهرين كبيرة، في حين أن عدد الموهوبين صغير.
- المهارة ظاهرة ولا تتطلب إلا صقلها، أما بالنسبة للموهبة فتكون خفية إلى حين أن يكتشفها أحد ويقوم بتطويرها.
- التدريب والتمرين عنصران مهمان بالنسبة للمهارة، غير أن الموهبة التي لا تتطلب إلا تمرينات محدودة.
كيف تستطيع تنمية المهارات الخاصة بك
- سؤال المُحترفين: في حالة الرغبة بتطوير المهارات الشخصية بمجال معين؛ فمن الممكن التوجه إلى المُحترفين وسؤالهم عما يجول بخاطرك، وهناك الكثيرون ممن يسدون النصيحة متى طُلب منهم ذلك ابتغاء مرضات الله، وقد يتمثل صاحب الخبرة في المعلم بالمدرسة، أو المدرب المتخصص، أو المدير في العمل.
- القراءة والاطلاع: إن تطوير المهارات الخاصة بكل شخص لا يقف عند حد معين، ومن المهم القراءة والاطلاع بشكل دائم؛ فالمهندس الماهر لا يكتفي بما درسه في الجامعة، أو ما اكتسبه من خبرات خلال العمل، بل إن هناك الجديد في كل يوم، ومن المهم مُطالعة ذلك بهدف الوصول للأفضل، وبالمثل باقي المهن والوظائف.
- ممارسة تمارين التأمل: يمكن من خلال ممارسة تمارين التأمل التخلص من ضغوط الحياة، ومن ثم تجاوز فترات القلق والتوتر، ومن ثم التفكير بشكل سليم، والوصول للأهداف الموضوعة بشكل مُسبق.
- ملاحظة ومراقبة الآخرين: هناك الكثيرون ممن يصقلون المهارات الخاصة بهم من خلال الملاحظة والمراقبة لما يفعله غيرهم، ومن ثم اكتساب الخبرات دون السؤال وتعطيل الغير، ولا يتطلب ذلك سوى التركيز والتمعن.
- مواجهة الصعاب والمخاوف: كثيرون يؤجلون مواجهة المخاوف، ولكي تقوم بتطوير المهارات الخاصة بك فإنه يتحتم عليك أن تُواجه ما يخفيك، وتحاول أن تتغلب عليه، حيث إن الشعور بالخوف هو بداية الطريق نحو الفشل.
الخـَـاتمة
وفي خاتمة مقالنا (تعريف المهارة) نتمنى من المولى - عز وجل - أن يُيسِّر الأمور لشبابنا ممن يرغبون في تطوير مهارتهم واستغلالها بصورة إيجابية، وبما يساعد في تحقيق التقدم والازدهار على المستوى القومي.