Whatsapp
التفكير النقدي
التفكير النقدي


 

صنَّف الخُبراء التفكير وفقًا لكثير من الأنواع؛ ومن أبرزها: التفكير النقدي، والتفكير الرياضي، والتفكير المنطقي، والتفكير العاطفي، والتفكير العلمي، والتفكير البديهي.... وغيرها، وسنتناول في مقالنا محاور ومعلومات مهمة حول التفكير النقدي الذي يُعتبر ضروريًا وأساسيًا؛ من أجل الوصول للمعلومات والحقائق بوجهها الصحيح، ويستخدم من قبل العلميين والأدبيين على حد سواء، وهو من أهم أسلحة الباحثين في مختلف أنماط العلوم؛ سواء العلوم الطبيعية أو الاجتماعية أو الإنسانية. 

 

ما تعريف التفكير النقدي؟

يقال نقد الشيء بمعنى قام بتمييز الصواب من الخطأ، ومصطلح التفكير النقدي ظهر بوجود الجنس البشري على سطح الأرض، حيث إن المعارف تم اكتسابها من خلال التجربة والخطأ، ولقد عرفه الخبراء التحليل الناقد (التفكير النقدي) بتعريفات مختلفة، وجميعها يتبلور فيما يلي: 

  • التفكير النقدي عبارة عن تحليل بطريقة موضوعية لمشكلة أو ظاهرة معينة، ومن ثم إصدار حكم في النهاية. 

  • التفكير النقدي يتمثل في فحص الفرضيات المتعلقة بتساؤلات يطرحها المتخصصون، والتحقق من صحتها بالأدلة القاطعة. 

  • التفكير النقدي عبارة عن تقييم لما هو متوافر من معطيات، ومن ثم الخروج بنتائج ذات براهين وأسانيد.

  • التفكر النقدي بمثابة تفكير بطريقة عقلانية، وبعيدًا عن التحيز الشخصي. 

 

تاريخ نشأة التفكير النقدي

التفكير النقدي ظهر منذ وجود الإنسان على كوكب الأرض، فلقد منح المولى، عز وجل، الإنسان العقل وميزة على كثير من المخلوقات، وعن طريق العقل يمكن أن يتدبر الإنسان ويفكر ويفسر ويحلل، غير أن التفكير النقدي لم يكن له منهج ونظريات وقواعد مؤصلة يمكن أن تدرس في القدم.

كانت البداية النظرية مع مطلع القرن التاسع عشر حيث قام الفيلسوف جون ديوي بوضع اصطلاح التفكير النقدي (التأملي) وترجمتها بالإنجليزية reflecting thinking، وكان ذلك خلال الفترة بين عامي 1910م وحتى 1939م، وعرفه على أنه التروي عند إصدار الأحكام لحين التدقيق والتمحيص والتحقق من كافة الجوانب. 

يوجد مجموعة كبيرة من العلماء ممن أثروا نظريات التفكير النقدي وأضافوا إليها، ومن أبرزهم كل من: روبرت أنيس، وإدوارد جلسر، وديانا جلبورن، وجون ديو. 

 

ما أوجه أهمية التفكير النقدي؟

  • إيجاد الحلول المنطقية: يُعد التفكير النقدي وسيلة مهمة من أجل الحكم على الأمور، ويبدأ ذلك بطرح تساؤلات، ويتبعها وضع فرضيات، وعقد مقارنات بين البدائل المختلفة، ومن ثم الخروج باستنتاجات واضحة لتفسير الظواهر، وفي النهاية إيجاد حلول منطقية. 

  • إحداث التطويرات: يساعد التفكير النقدي في تطوير كافة جوانب الحياة ومواكبة المتغيرات التي تحدث في مختلف دول العالم؛ من خلال التوصل لمعارف جديدة في نوعيتها.

  • تحسين مهارات اللغة: في حالة كون التفكير النقدي منصبًّا على الموضوعات الأدبية فإن ذلك يسهم في تحسين المهارات اللغوية. 

  • تعزيز التنمية الذاتية: يساهم التفكير النقدي في صقل المهارات الشخصية، وبما يساعد على إنماء الذات، وتحسين المستوى الفردي. 

 

ما سمات التفكير النقدي؟

يتسم التفكير النقدي بمجموعة من السمات وسنوضحها في الفقرات الآتية: 

الوضوح: ينبغي أن يكون التفكير النقدي بعيدًا عن الأمور المبهمة، بمعنى عند التفكير في ظاهرة معينة، يجب أن تكون واضحة للعيان، وليست مجرد تخيلات دون وجود وقائع ملموسة. 

التكاسل: يتطلب التفكير النقدي جدية ورغبة في التعرف على الحقيقة، وفي حالة تكاسل من يقوم بمهمة التحليل والتفسير فإن ذلك يجعل من الاستنتاجات فاشلة. 

المنطقية: يجب أن يكون التفكير النقدي منطقيًّا بمعنى أن يكون ذا حجج وأسانيد، مع التزام الناقد بعرض الحقائق التي تفيد العلم والمجتمع. 

الشمولية: ينبغي أن يكون التفكير النقدي شاملًا لجميع جوانب الموضوع، بمعنى عدم إغفال أي بعد من الأبعاد. 

 

ما خطوات التفكير النقدي؟

إن التفكير النقدي يلزمه خطوات مرتبة في سبيل الوصول للحقائق وسنفندها فيما يلي: 

المــعرفة بالأمور: ينبغي أن يعرف الدارس أو النقاد طبيعة المشكلة، وأن يكون مؤهلًا من الناحية العلمية، وعلى سبيل المثال لن يستطيع دراسة المشكلات الطبية سوى طبيب درس في كلية أكاديمية، وكذلك لا يستطيع أن يحل مشكلة اجتماعية سوى خريجي كليات الخدمة الاجتماعية، ولن يتصدى لمشاكل العقارات المتصدعة سوى مهندس ماهر... وهكذا. 

تجميع المعلومات: خطوة تجميع المعلومات من أهم خطوات التفكير النقدي، ومن المهم أن يستوعب الفرد طبيعة المشكلة، ومن ثم يقوم بتجميع المعلومات ذات الصلة بذلك، ويكون ذلك من الواقع الميداني، أو من خلال المصادر والمراجع والبحوث السابقة التي تناولت ذات المشكلة أو مشاكل شبيهة لها. 

تحليل المعلومات: خطوة التحليل هي عماد التفكير النقدي، حيث يحصل الدارس أو النقاد على كم كبير من المعلومات والبيانات حول المشكلة، ومن ثم يقوم بتمحيصها واختيار المناسب لتفسير طبيعة المشكلة. 

التركيب: يقوم الناقد أو الدارس باختيار البدائل التي تساعد على حل المشكلة، ويجب أن تكون الأولوية للحلول المنطقية، والتي لا تكلف مبالغ مالية كبيرة. 

التطبيق: وخطوة التطبيق هي آخر خطوات التفكير النقدي، حيث يتم تنفيذ الحلول المناسبة على أرض الواقع.

 

ما مهارات التفكير النقدي؟

يتضمن التفكير النقدي مجموعة من المهارات وفقًا لتصنيف واتسون وجلاسير، وسنستعرضها فيما يلي: 

  • تقويم المعلومات: يصنف تقويم المعلومات ضمن أبرز مهارات التكفير النقدي، والمقصود من ذلك استبعاد الرديء من المعلومات، وتزكية الجيد منها. 

  • استخراج النتائج: يُعد استخراج النتائج أو الاستنتاجات من بين مهارات التفكير النقدي الأساسية، والنتائج تصاغ وفقًا للمعلومات التي يتم تجميعها، وينبغي أن تستند النتائج لقرائن وبراهين واضحة. 

  • بناء الفرضيات: تعرف الفرضية بأنها إجابة محتملة وغير يقينية على تساؤلات الباحثين، وعلى سبيل المثال عند سقوط التفاحة من الشجرة ووقوعها على الأرض، تساءل إسحاق نيوتن: لماذا سقطت التفاحة ولم ترتفع لأعلى؟ ومن هنا بدأ يفكر إلى أن اكتشف قانون الجاذبية، ويُعد بناء الفرضيات من أهم مهارات التفكير النقدي. 

  • تفسير الإشكاليات: يُعد تفسير الإشكاليات من بين مهارات التفكير النقدي المحورية، والمقصود بالإشكالية أمر يصعب فهمه، ويجذب المتخصصين ويحفزهم في سبيل سبر أغواره، ويتطلب ذلك جمع للمعلومات والبيانات، ثم وضع تفسير مقنع.

 

ما المعوقات التي تتعلق بالتفكير النقدي؟

الغرض من التفكير النقدي هو توضيح الأمور، والخروج بمعارف جديدة، بالإضافة إلى حل المشكلات التي يستعصى فهمها، وتتمثل معوقات التفكير النقدي فيما يلي: 

التحيز: يُعد التحيز في مقدمة معوقات التفكير النقدي، وبالطبع فإن ذلك يحدث نتيجة لميول شخصية أو نظرًا للعادات والتقاليد التي يعتنقها الناقد أو لأغراض مادية. 

المُواءمة: تُعد المواءمة من بين معوقات التفكير النقدي فقد يمتلك الناقد آراء صائبة غير أن المواءمة تجعله يتخلى عن ذلك ويقبل الخطأ. 

التخيلات: يُعد التفكير التخيلي فيما يخص نقد موضوع معين من أكبر السلبيات، حيث إن ذلك يؤدي إلى ظهور نتائج هلامية وغير مقنعة نتيجة لعد استنادها لبراهين. 

الخوف: يعتبر الخوف من أكبر معوقات التفكير النقدي، حيث إن ذلك يجعل من الإنسان يرى أمورًا غير واقعية. 

الجمود: وهو يعني التمسك بالرأي والتزمت، بمعنى أن كل من يخالف الشخص فهو ضده، وذلك مخالف للتفكير النقدي الذي يقبل بجميع الآراء، ويدعو للحوار والمشاركة. 

التفكك: يجب أن يحقق التفكير النقدي الترابط بين جنبات الموضوع محل الدراسة، لكي يتمكن المستمعين من الفهم والاستيعاب. 


 

وفي نهاية موضوعنا عن التفكير النقدي نُحيطكم علمًا بتقديم خدمات تعليمية أكاديمية متميزة، وبتكلفة رخيصة مقارنة بالمواقع الأخرى، ومن بين ذلك: إعداد وتنسيق الرسائل والأبحاث العلمية، والترجمة في جميع اللغات.

 

المصادر:

 

"فن التفكير النقدي" من موقع الشرق الأوسط.

 

"كتاب التفكير النقدي" للمؤلف بول إلدر.


ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك