Whatsapp
التعليم المدمج
التعليم المدمج


يُعَدُّ التعليم المُدمج من بين تصنيفات التعليم المهمة في تلك الفترة، وهو نتاج للتكنولوجيا التي بلغتها يد البشر، وها نحن ذا نرى مُتغيرات للأفضل في شتى الميادين، وعلى الجانب الصحي فحدِّث ولا حرج، فلقد استُخدم الليزر والأشعَّة الذرية في تشخيص وعلاج الكثير من الأمراض، ولقد تم اكتشاف كثير من التقنيات التي تخدم الإنسان، ولم يكن التعليم بمعزل عن ذلك، سواء ما يستخدم من تقنيات، أو ما يتعلق بالطرق المستخدمة لتعليم الطلاب والطالبات في جميع مراحل التعليم، وسنتعرف على نمط التعليم المدمج من خلال محاور مقالنا. 
 

تعريف التعليم المدمج

تُعد شركة "أيبيك" لتطبيقات الحواسب الآلية أول من أطلق مُسمى التعليم المدمج Blended learning"" على ذلك النوع من التعليم، وبالتحديد في عام 1999م، ويوجد الكثير من المترادفات لذلك المصطلح، ومن بينها: التعليم الهجين، والتعليم الموالف، والتعليم الخليط، والتعليم التمازجي، والتعليم المزيج. 

يعرف التعليم المدمج على أنه برنامج أو نظام يجمع ما بين التعليم عن طريق الدراسة على أرض الواقع بالمدارس والمعاهد والجامعات، وكذلك الدراسة عبر البيئة الافتراضية (شبكة الإنترنت)، ويكون ذلك بشكل جزئي، وبتلك الطريقة يمكن أن يكتسب الطلاب والطالبات الكثير من المزايا الإيجابية. 

يعرف التعليم المدمج على أنه جمع بين التعليم الإلكتروني والتعليم بطريقته التقليدية التي اعتدنا عليها. 

يعرف التعليم المدمج على أنه خليط بين طرق متعددة؛ من أجل الحصول على أفضل النتائج وبأقل نفقات، وبما يوفر الوقت.  

قامت الجمعية الأمريكية للتدريب والتطوير بتعريف التعليم المدمج على أنه: (الدمج بطريقة مخططة بين الأدوات والتقنيات والتعليم الروتيني، أو التعاون المتزامن وغير المتزامن). 

عرف (قسطندي شولي) التعليم المدمج بكونه: (استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم بشكل جزئي دون التخلي عن الحضور في الفصول). 

عرف "أليكس" التعليم المدمج بأنه: (نمط للتعليم يستخدم فيه مجموعة من الوسائل الحديثة الفعالة، وبما يسهل من عملية التعليم، وعلى أساس ذلك يتم دمج الطرق الإلكترونية بالتقليدية). 

 

ما مزايا التعليم المدموج؟

يوجد أكثر من ميزة للتعليم المدمج وفقًا لوجهات نظر الخبراء، وسنوضحها فيما يلي: 

التقليل من الفروق الفردية بين الطلاب:

يساعد التعليم المدمج على التقليل من الفروق الفردية التي يمكن أن توجد بين الطلاب، ويتم ذلك من خلال توفير طرق ميسرة تساعد على تحقيق مستوى مناسب للفهم بالنسبة لجميع الطلاب. 

 

التواصل الفعال بشكل مباشرة:

يمكن التواصل الفعال بشكل مباشر، ويكون ذلك عن طريق شبكة الإنترنت، والتي تحتوي على عدد من البرمجيات الحديثة وبما يساعد على تحقيق ذلك، ومن بينها الإنستغرام واليوتيوب... وغيرهما، ويعتبر ذلك من بين مزايا التعليم المدمج المهمة. 

 

المرونة في التعلم:

يسهم التعليم المدمج في تحقيق المرونة، من خلال إمكانية التعلم في جميع الأوقات، وذلك على خلاف الأسلوب التقليدي الذي يتطلب التوجه إلى مقر الدراسة والانصراف في مواعيد محددة. 

 

تجنب مساوئ التكدس في الفصول:

يساعد التعليم الإلكتروني في تجنب مساوئ التكدس في الفصول وزيادة الكثافة، ومن أبرز هذه المساوئ عدم قدرة الطلاب على الاستماع بشكل جيد، وعدم قدرة المعلمين على طلب احتياجات الطلاب؛ نظرًا لأن وقت الحصة مختصر، ومن ثم يؤثر ذلك على مستواهم الدراسي بشكل جيد.

 

توفير الوقت والجهد على الطلاب والمعلمين:

  يوفر التعليم المدمج الوقت على  العناصر البشرية، وخاصة فيما يتعلق بالمدة الزمنية التي يتوجه فيها الطلاب والمعلمون للمدرسة، حيث إن البعض منهم يقضي ساعات طوال في الطريق، وبالطبع فإن ذلك يوفر جهد الطلاب والمعلمين، ومن ثم يتم توجيه تلك الطاقة إلى المجال المعرفي الدراسي. 

 

تعزيز العلاقات الاجتماعية:

يسهم التواصل البناء بين العناصر البشرية التي تتضمنها بيئة تعليم في تعزيز العلاقات الاجتماعية، سواء بين الطلاب والمعلمين، أو الطالب بعضهم البعض، ويساعد ذلك على تبادل المعرفة والخبرات. 

 

بيئة آمنة صحية:

يوفر التعليم المدمج بيئة آمنة صحية، وعن طريقه يمكن تحقيق التباعد الاجتماعي الذي يحد من انتشار الأمراض، وخاصة في الآونة الأخيرة، حيث ظهرت أمراض أدت إلى وفاة عشرات الآلاف في مختلف الدول، ومن أشهرها فيروس كورونا.

 

ما مقومات التعليم المدمج؟

يحتاج التعليم المدمج لمجموعة من المقومات الرئيسية، وسنوضحها فيما يلي: 

 

المقـــومات التقنية:

وهي عبارة عن التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في التعليم، ومن بينها: الحواسب الآلية، برامج إدارة المحتوى، وبرامج إدارة التعليم، ومواقع إلكترونية للتواصل، وحجز الهوست أو الاستضافة (مساحة للملفات على شبكة الإنترنت) والدومين (اسم النطاق).   

 

المقومات البشرية:

ويتمثل ذلك في عُنصري التعليم الأساسيين، وهما المعلم والطالب، حيث إن لكل منهما دورًا في ظل نظام التعليم المدمج. 

  • بالنسبة للمعلم: أن يكون لديه القدرة على تأسيس المدة العلمية باستخدام برامج الحاسب، أما في صورة نصية أو سمعية أو مرئية، وكذلك التواصل البناء مع الطلاب.

  • بالنسبة للطالب: التدرب على طريقة العمل عبر شبكة الإنترنت، وخاصة ما يتعلق بموقع التعليم الإلكتروني، والتفاعل مع العلمين ومتابعة الدروس بشكل مباشر أو غير مباشر، وحل الواجبات وإعادة إرسالها. 


 

ما العوامل التي تؤدي إلى نجاح عملية التعليم المدمج؟

يوجد مجموعة من العوامل التي ينبغي مراعاتها في سبيل إنجاح علمية التعليم المدمج:

  • اختيار الوسيلة المناسبة لعرض المادة العلمية:

ويُعَدُّ ذلك في مقدمة العوامل التي تساعد على نجاح التعليم المدمج، وتختلف المواد التعليميه في محتواها، وهناك العلوم الطبيعية مثل الكيمياء والهندسة والرياضيات والفيزياء، والعلوم الاجتماعية مثل علم النفس والفلسفة، والعلوم الإنسانية مثل التاريخ والجغرافيا والفنون، ويجب على المعلم أن يختار الطريقة التي تناسب شرح كل مادة؛ نظرًا لوجود أساليب مختلفة على الحواسب الآلية؛ فهناك النصوص المكتوبة أو الفيديوهات المرئية أو الرسومات أو الصور أو الخرائط. 

 

  • تصميم البدائل لمختلف المستويات:

تختلف المستويات بين الطلاب فيما يتعلق بتحصيل المادة العلمية، ويجبان يطوع المعلم برامج تطبيقات الإنترنت؛ من أجل توفير أبسط الطرق لتوصيل المعلومات للطلاب. 

 

  • خفض التكلفة المالية:

ينبغي العمل على خفض التكلفة المالية للتعليم المدمج بأقل نسبة ممكنة، وعلى سبيل المثال توفير خدمات الإنترنت للمعلمين والطلاب بأسعار معتدلة، ولا ينبغي أن يكون ذلك بمعزل عن الجودة بمعنى السرعة تكون مناسبة، وتقديم خدمة مستديمة ودون انقطاع. 

 

  • تدريب المستخدمين:

من المهم أن يتدرب كل من المعلمين والطلاب على طريقة التعامل مع مواقع التعليم المدمج بشكل جيد، ودون ذلك فسيفقد أهميته، ولن يحقق الهدف منه. 

 

  • المشاركة الفعالة:

ينبغي أن يكون هناك مشاركة فعالة وبناءة بين الطلاب ومعلميهم، ويجب على المعلمين اختيار الطرق المناسبة لتحفيز الطلاب عبر البيئة الافتراضية، وحثهم على العمل ضمن فريق واحد. 

 

ما أبرز المشكلات التي تواجه التعليم المدمج؟

يوجد أكثر من مشكلة تواجه التعليم المدمج وخاصة في الدول الناشئة؟ 

  • بعض الفئات لا تعترف بأهمية التعليم المدمج؛ نظرًا لاعتقادهم أن التعليم بطريقته التقليدية أفضل في نتائجه، وذلك على خلاف الحقيقة، وينبغي توعية تلك الفئة بسوق نتائج الأبحاث والأرقام التي تدلل على نجاح تلك الطريقة. 

  • هناك صعوبة في التحول من الطرق التقليدي على التعليم المدمج في البداية، ويتطلب ذلك صبرًا وعملًا. 

  • سيُصعب تطبيق التعليم المدمج في حالة عدم وجود دورات تدريبية مُسبقة؛ لتأهيل المعلمين والطلاب. 

  • يوجد صعوبات في عملية مراقبة الطلاب؛ نظرًا لوجودهم في أماكن بعيدة عن المدارس، فمن الممكن أن يجلس الطالب أو الطالبة أمام الحاسب الآلي دون متابعة جدية للبث المباشر، وحل هذه المشكلة يتمثل في متابعة الوالدين بمقرات الإقامة. 

  • غالبية التطبيقات والبرامج تعمل من خلال اللغة الإنجليزية، ويتطلب ذلك معرفة وإلمامًا بها، ويصعب على بعض الطلاب ذلك. 

  • في حالة عدم توافر الاعتمادات المالية فلن يتمكن المسؤولون من شراء البرمجيات والحواسب والشبكات التي تُستخدم في إدارة التعليم المدمج. 

 


ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك