المهارات الحياتية مُصطلح ظهر إلى النور مع تأصيل علم التنمية البشرية وإنماء الذات، ولقد أصبح ذلك يُدرَّس للطلاب والطالبات في الكليات المتخصصة، والمهارات الحياتية تلزم الجميع من أجل التعامل والتفاعل بإيجابية، والعيش بأريحية دون حدوث انكسار يتسبب في مشاكل واضطرابات نفسية، وما أكثرها في تلك الفترة، ونتيجة لأهمية المهارات الحياتية قدم المتخصصون أبحاثًا لتبيان تأثيرها، وظهر كثير من الكتب والمؤلفات التي تناقش ذلك.  

تعريف المـــهارات الحياتية.

• مفهوم المهارات الحياتية وفقًا لما أشارت إليه منظمة الأمم المتحدة للطفولة: (هي مهارات شخصية ونفسية يحتاج إليها الأفراد؛ من أجل اتخاذ القرارات بعناية، وتحقيق التفاعل والتواصل الإيجابي مع الغير).

• تعريف المهارات الحياتية وفقًا لما فصلته منظمة الصحة العالمية: (هي عبارة عن قدرات تساعد الأفراد على التكيف والتعامل الإيجابي مع الآخرين، وذلك مطلب مهم في المواقف اليومية، وبما يساعد على المشاركة في ظل المتغيرات الحديثة التي نشهدها). 

• تعريف المهارات الحياتية وفقًا لمعجم مصطلحات التربية: (هي مجموعة من المهارات التي تساعد الطلاب؛ من أجل التكيف مع المجتمع المحيط، وهي تهتم بالمهارات اللغوي، والتفاعل الاجتماعي، والتوجيه الذاتي، وتحمل المسؤولية، والمهارات المنزلية).

• ويمكن أن تعرف المهارات الحياتية بتعريف آخر، وهو: (مجموعة مهارات وسلوكيات ينبغي أن يمتلكها الأفراد من أجل التعامل مع الآخرين بثقة أكبر، ومن ثم التفكير الجيد واتخاذ القرارات المناسبة).

• ونستخلص مما سبق أن المهارات الحياتية تتمثل في سلوكيات يستخدمها الأفراد من أجل إدارة شؤونهم، أو هي مجموعة مهارات يتعلمها البشر عن طريق التجارب والاحتكاك والتعامل مع الإشكاليات التي تواجههم على مدار اليوم، وتختلف التصنيفات الخاصة بتلك المهارات وفقًا لصفات كل شخص، وطبيعة المجتمع المحيط، والجنس، والعمر، والمستوى الفكري والثقافي. 

ما أهمية المهارات الحياتية؟

تظهر أهمية المهارات الحياتية في مساعدة الأفراد على التكيف مع الظروف المحيطة. 

• تحقيق التفاعل بين المتعلمين والبيئة المحيطة؛ من خلال بناء الاتصال بشكل فعَّال، والتعبير عن الأفكار والآراء بشكل واضح. 

• منح المتعلمين الفرصة لكي يعيشوا بطريقة أفضل، وخاصة في ظل المتغيرات والتطورات السريعة التي نعيشها في مختلف الجوانب.

• تساعد المهارات الحياتية في إكساب المتعلمين للخبرات بصورة مباشرة، ومن ثم إمكانية مع الوسط المحيط بأريحية. 

• تُسهم المهارات الحياتية في تحقيق التكامل بين ما يتعلمه الطلاب من المدارس والحياة، حيث يتم الربط بين المتعلمين من جانب والمجتمع والحياة من جانب آخر، وبما يمنح المتعلم القدرة على التفاعل مع الغير، وكذلك المرونة والفاعلية.

• المساعدة في الاندماج مع المجتمع العالمي، ودراسة القضايا الدولية، واكتساب الخبرات المتعلقة بحياة الشعوب الأخرى. 

• المساعدة في حل المشكلات على الجانب المجتمعي؛ من خلال التعاون البناء مع المحيطين. 

• تساعد المهارات الحياتية في الربط بين المتطلبات العلمية والحاجات اليومية. 

ما أنـواع المهارات الحياتية؟

صنفت المهارات الحياتية وفقًا لأكثر من تصنيف، ومن أشهرها التصنيف الذي أطلقته (منظمة اليونيسيف)، وسنستعرض ذلك فيما يلي: 

المهارات الإدارية: 

تُعَدُّ المهارات الإدارية من أهم أنواع المهارات الحياتية، وتتضمن ما يلي: 

الوعي بالذات: يقصد بالوعي بالذات Self-awareness  الانتباه إلى طريقة التفكير، وملاحظة المواقف التي يقوم بها الإنسان، والعمل على تفسيرها، وتفهم المشاعر الخاصة، ومن ثم فأن ذلك يساعد في بناء العلاقات بطريقة أفضل، وتطوير المهارات الشخصية.

تـــأكيد الهوية والمسؤولية: يُعد تأكيد الهوية والمسؤولية من بين المهارات الحياتية المهمة، ويتطلب ذلك مجموعة من المبادئ التي يسير عليها الشخص، من بين ذلك الأمانة والصدق ومد أواصر التعاون، أما بالنسبة للمسؤولية فتعرف على أنها تحمل الإنسان لما يقوم به من أفعال، وعرفها البعض الأخرى على أنه التزام نحو عمل معين. وعرفها آخرون على أنها تحمُّل نتيجة الالتزامات والاختيارات والقرارات. 

تحمل الضغوط الخارجية: يتعرض الجميع للضغوط، سواء في الحياة بوجه عام، أو في العمل والوظيفة، ويظهر ذلك في شكل طلب عمل مستعجل، أو تسليم أوردات، أو مشكلة يتم التعرض لها، ومن ثم فإن ذلك يتطلب مهارة وقدرة على التعامل، وبما يضمن الخروج من المواقف الصعبة، وتجاوز العقبات التي يمكن أن تتبعها، وذلك من بين المهارات الحياتية المحورية. 

تقدير الذات والثقة بالنفس: كثيرون يمتلكون المعلومات والثقافات، ولكنهم لا ينجحون في وظائفهم أو في تعالمهم مع الغير، والسبب في ذلك هو قلة تقديرهم لأنفسهم، ومن ثم فإن الأمر ينبغي له ثقة بالنفس. 

المهارات الاجتماعية: 

تُعَدُّ المهارات الاجتماعية من بين أنواع المهارات الحياتية الأساسية، ويحتاج إليها الجميع للتعامل مع المحيط الخارجي، وتتمثل فيمل يلي: 

التواصل مع المحيطين: يُعد التواصل مع المحيطين من بين المهارات الحياتية المهمة، ويتطلب ذلك معرفة بقنوات التواصل، وقد تكون كتابية أو سمعية أو مرئية، ومن المهم أن يختار الراسل الوسيلة المناسبة، مع أهمية متابعة ردود الأفعال والتعامل معها. 

الإصغاء للآخرين: والمقصود من ذلك الاستماع بشكل جيد واستقبال المعلومات من المرسلين، ويجب أن يتحلى من يصغي بالهدوء التام، والاهتمام بجميع التفاصيل حتى يستطيع الرد على ذلك، ومهارة الإصغاء تتطلب ممارسة وتدريب.

التفاوض: تأتي مهارة التفاوض من بين أبرز المهارات الحياتية التي ينبغي امتلاكها، وهي عبارة عن مجموعة سمات تسمح لحامليها بالتوصل إلي نقاط توافق وتسوية فيما يحدث من نزاعات.  

قبول الآخر: والمقصود من ذلك تقبل أفكار الآخرين ومناقشتها، بدلًا من التشاحن والتصلب في الرأي. 

المهارات الإدراكية: 

ويقصد بها مجموعة المهارات التي ترتبط بالحواس البشرية، وهي من بين أهم أنواع المهارات الحياتية، وسنفصلها فيما يلي: 

التفكير الإبداعي: المبدعون يتفوقون، وتلك مقولة صحيحة بنسبة 100%، والتفكير الإبداعي يعني تقديم الجديد فيما يخص أمرًا معينًا، وهناك الكثير من الأساليب التي تستخدم لتحقيق ذلك، ومن أبرزها العصف الذهن، ويساعد التفكير الإبداعي على تحسين الإنتاجية وتوفير الوقت والجهد. 

التفكير الناقد: يقصد بالتفكير الناقد إدراك الإيجابيات والسلبيات المتعلقة بمشكلة أو موضوع معين، ومن ثم محاولة الوصول لتركيبة جديدة تفسر الظواهر، ويكون ذلك بناءً على دلائل منطقية، يتوصل الباحث إليها بعد جمع المعلومات والبيانات. 

اتخاذ القرار: يتطلب اتخاذ القرار معرفة بطبيعة الموضوع وكافة ما يُحيطه من جوانب، وفي حالة وجود شركاء؛ فيمكن الأخذ بآرائهم من أجل الوصول لأنسب القرارات.  

حل المشكلات: يُعد حل المشكلات من بين المهارات الحياتية المهمة للغاية، وخاصة في تلك الفترة التي ترتبط فيها حياة الإنسان بكثير من السلبيات، وطريقة حل المشكلات تتمثل في ست خطوات كما أوضحها الخبراء، وهي: تحديد طبيعة المشكلة بدقة، والبحث في الأسباب التي أدت لحدوثها، ويكون ذلك من خلال تفكيكها إلى عناصر أولية، ثم وضع مجموعة من الحلول المتنوعة، ويتبع ذلك البحث عن أفضل الحبوب، ويتبع ذلك التخطيط لتنفيذ الحل، وفي النهاية متابعة التنفيذ وتقييم الموقف، وينبغي أن يكون هناك مرونة بمعنى أنه وفي حالة وجود انحرافات يتم العمل على تعديلها. 

مهارات العمل الجماعي: 

تُعَدُّ مهارات العمل الجماعي من بين المهارات الحياتية الأساسية، والمقصود بها القدرة على العمل في ظل مجموعة من الأفراد، وبما يساعد على تحقيق الرؤى والأهداف المشتركة، وتتمثل هذه المهارات في: مهارة الحملات، ومهارة القيادة، ومهارة التخطيط.

هل يوجد مهارات حياتية أخرى بخلاف التصنيف السابق؟

فصَّل العلماء مجموعة أخرى من المهارات الحياتية بخلاف ما سبق ذكرها، ومن بينها: 

المهارات البحثية، ومهارة التحفيز، ومهارة الإقناع، ومهارة توطيد العلاقات مع المُشترين، ومهارة المقابلة، ومهارة التقييم المهني، ومهارة المظهر الخارجي، ومهارة إدارة الوقت.