كيفية كتابة خطة البحث كيفية كتابة خطة البحث هي نظام ومنهج وخطوات وترتيبات نظرية وعملية يدرسها ويتدرب عليها كل باحث مقبل على القيام بعمل بحث علمي معتبر وقابل للتقييم الأكاديمي، بل إن إعداد خطة البحث العلمي مرحلة أساسية من مراحل البحث العلمي، والتي من دونها لن يكتمل. وكما أن الأبحاث العملية مختلفة باختلاف المجالات العلمية التي تتبعها؛ فإن خطة البحث العلمي هي الأخرى تختلف من بحث لبحث في المضمون وآليات الصياغة، ولكنها لا تختلف في في الشروط والعناصر، حتى إن تلك العناصر ذات ترتيب وتتابع وتنسيق واحد.
تعريف خطة البحث
خطة البحث عبارة عن تصور مستقبلي يقوم الباحث بإعداده حسب الشروط الحاكمة ليوضح بالتفصيل مجموعة الخطوات والمراحل التي سيلتزم بها أثناء إعداده للبحث العلمي، ولذلك هي مطلوبة مع جميع أنواع الأبحاث العلمية الأكاديمية، ولذلك نجد اشتراط خطة بحث ماجستير أو خطة بحث دكتوراه قبل إقرار الأكاديمية أو الهيئة البحثية أو الجامعة للباحث بالعمل على بحثه المختار، ولأهميتها ولضرورتها عرفها ابعض بأنها الوصف التفصيلي المقترح لاختيار وأبعاد مشكلة الدراسة، وكذلك لجميع محددات وطرق جمع البيانات والمعلومات عن هذه المشكلة، وبقبول خطة البحث العلمي يقبل موضوع البحث ويؤذن للباحث بالبدء في العمل، وبرفضها يرفض الموضوع وعلى الباحث اختيار موضوع غيره.
أهمية خطة البحث
من التعريف، وكذلك من كيفية كتابة خطة البحث التي سنتطرق إليها لاحقًا خلال سطور المقال؛ تظهر لنا أهميتها، المتمثلة في:
- هي مرجعية مثالية تعين الباحث على إتمام بحثه، وكذلك ترشده عند النسيان أو الشرود عن الهدف الرئيس للبحث، لأنها تشتمل على غالبية العناصر الرئيسة الواجب دراسته.
- تساهم في وضع ترتيب أولي محكم الإطار لكل خطوة من خطوات البحث العلمي، وهو ما يعزز من تنظيم العمل والوصول إلى الأهداف المرجوة، وأيضًا تعيد الباحث إلى صوابه حال حياده عن الطريق البحثي المرسوم في هذه الخطة.
- كيفية كتابة خطة البحث الصحيحة تضع تصورات مبدئية لجميع الصعوبات والعوائق التي من الممكن أن تعترض الباحث أثناء عمله، بالتالي تنذره وتوجهه إلى ما يتوجب عليه القيام به لتفاديها وتخطيه.
- عادةً ما تشتمل الخطة البحثية على حدود وقتية ملزمة لإنهاء البحث، وهو ما يساعد الباحث في رسم مخطط زمني لكل مرحلة من مراحل العمل، حتى لا ينفرط منه عقد الوق.
- خطة البحث توضع عادةً في مقدمة البحث، ومن ثم هي أول ما يطلع عليه مناقشو البحث ومحكموه، وهو ما يساهم في تعريفهم بالعناصر التي يتضمنها البحث العلمي، وكذلك تعريفهم بكل مراحل العمل، وبمنهج البحث العلمي المتبع
- خطة البحث العلمي لها دور كبير في توفير النفقات المالية على الباحث، لأنها تحدد له كل ما يلزم عمله دون تشتت في مسارات عمل تتكلف مالًا من دون طائل علمي منه.
طريقة كتابة خطة البحث
طريقة كتابة خطة البحث هي نظام حاكم في الترتيب والتنظيم لا بد لكل باحث أن يلتزم به، كما أن لكل عنصر من عناصر هذا النظام قواعده وأصوله التي يصعب الحياد عنها، ولهذا لكل بحث عملي كيفية كتابة خطة البحث واحدة وغير معترف بتغيير أي من عناصرها، ومن عناصر خطة البحث المستقر عليها:
عنوان البحث
أول مرتكزات كيفية كتابة خطة البحث السليمة، وهو جزء أصيل من إعداد البحث العلمي، وتحكمه عدة قواعد وأصول، منها:
استشعار أهمية موضوع البحث عند قراءته.
صياغته صياغة إبداعية تثير شغف القارئ لإكمال الاطلاع على البحث، بشرط أن تكون موجزة دون إخلال
الدلالة الواضحة على محتوى البحث
الصياغة بكلمات واضحة لا غرابة فيها وغير مبهمة ولا تحمل أكثر من معنى
الاعتماد في صياغته على وصف محتوى البحث، أو على تمثيل العلاقة بين المتغيرات محل الدراسة.
مقدمة البحث
مقدمة البحث من أهم عناصر كيفية كتابة خطة البحث العلمي، لأنها الدالة على طبيعة وأبعاد المشكلة محل الدراسة، كما أنها الموضحة لكل ما يحيط بظروف وملابسات اختيار موضوع البحث العلمي، والمستهدف من هذا الاختيار، وهي محكومة بقواعد أيضًا، منها:
البدء بجمل افتتاحية واضحة.
الكتابة على هيئة فقرات متتابعة متلاحقة يربتط بعضها ببعض.
لا ينبغي وجود أي عناوين فرعية فيها.
اختصار وإيجاز ومباشرة الجمل والتعبيرات المستخدمة، دونما تقصير أو مساس أو إخلال بالفكرة المقرر توضيحها في كل فقرة من فقرات المقدمة.
وجود تناسب وتناسق كمي وحجمي بينها وبين إجمالي كم وحجم البحث العلمي كله، فبحسب طبيعة البحث العلمي والجهة الأكاديمية التي سيقدم لها يختلف طول المقدمة، فنجد مثلًا الأبحاث المدرسية لا تزيد مقدمتها على الصفحة الواحدة، في حين أن مقدمة خطة بحث ماجستير أو دكتوراه يمكن أن تتجاوز 4 أو 5 صفحات بحسب عدد صفحات البحث نفسه.
لا توجد عناصر حاكمة في كيفية كتابة خطة البحث للمقدمة، حيث تختلف عناصر المقدمة، ويختلف مضمون كل عنصر بحسب البحث، إلا أن الشائع تضمين أهمية وأهداف وحدود ومنهج البحث فيها.
منهج البحث
أبرز نقاط كيفية كتابة خطة البحث السليمة التي لا يمكن للباحث إغفال ورودها في تلك الخطة هو وصف وتحديد منهج البحث العلمي الذي سيعتمده في دراسة الموضوع البحثي الذي تقدم بهذه الخطة للموافقة عليه، وعادةً ما يتناقش الباحث مع مشرفه في تحديد
هذا الاختيار، خصوصًا مع تعدد المناهج البحثية المقررة أكاديميًا لدراسة الموضوعات، وأبرزها مناهج الاستقرائي والتجريبي والتاريخي والوصفي والتحليلي... وغيرها الكثير، ولذا وجب توضيحه في خطة البحث العلمي.
حدود البحث
أيضًا لا تعد كيفية كتابة خطة البحث سليمة ومعتبرة وواضحة دونما الإشارة الواضحة إلى حدود البحث، والحدود هنا تعني الإطار العام الذي سيقنن تفسيرات الباحث للمشكلة أو الظاهرة محل البحث، ووضع هذه المحددات يعزز من عدم التشعب والتشتت لفرعيات غير مطلوبة في الموضوع الذي تتم مناقشته، وتلك الحدود ها أنواع مختلفة، نذكر منها:
الحدود العلمية.
وهي الحدود المستقاة من عنوان البحث، نظرًا لأن العنوان هو الذي يعكس الجوانب الأساسية التي يجب مناقشتها وتفصيلها في متن البحث العلمي.
الحدود المكانية.
حيث لا بد من تأطير الموضوع أو الظاهرة المبحوثة في إطار مكاني، وبخاصة مع المشكلات والظواهر العامة التي تتشارك فيها عدة أمكنة، ومن ثم يتوجب على الباحث الذي يعتمد كيفية كتابة خطة البحث السليمة توضيح ما إذا كان سيدرس المشكلة أو الظاهرة في نطاق جغرافي معين أو في أكثر من نطاق.
الحدود الزمانية.
كما تحدد المكان، لا بد من تحديد الفترة الزمنية التي ستبحث فيها الظاهرة أو المشكلة.
الحدود المجتمعية.
أو ما اصطلح على تسميتها طبيعة عينة الدراسة، وطبيعة عينة الدراسة هنا تعني أسس اختيارها وفق المستهدف منها، وعليه يتم هذا الاختيار إما عشوائيًا أو منتظمًا أو طبقيًا أو عنقوديًا.
أدوات البحث
وضع نموذج مقترح بحث علمي مشتمل على كل العناصر المحورية لن يتم بالكيفية الصحية من دون ذكر ما هي أدوات البحث العلمي التي ستستخدم، ولماذا؟ فالأدوات هي التقنيات التي ستساعد الباحث في جمع البيانات والمعلومات من عينة الدراسة التي تم اختيارها وتحديدها، بالتالي من دون تلك الأدوات لن يتمكن من الإلمام بالمشكلة، وأشهر أنواع الأدوات البحثية الملاحظة والاستبيانات والمقابلات، ولكل منها أكثر من نوع، كما يمكن استخدام أكثر من أداة في البحث الواحد.
إشكالية البحث
تعريف وتوضيح إشكالية البحث من أهم عناصر كيفية كتابة خطة البحث العلمي السليمة، حيث يصف ويشرح الباحث المشكلة التي اختارها للفحص والدراسة من كل الأبعاد والزوايا، مشيرًا إلى طبيعة تأثيرها على مجتمع الدراسة.
الأهمية والأهداف
بالإشارة إلى مشكلة البحث، لا بد من الإشارة في خطة البحث إلى أهمية دراسة هذه المشكلة، والأهداف المرجوة من فحصها وبحثها بالطرق والمناهج العلمية المعترف بها.
وضع الأسئلة أو الفرضيات
أسئلة البحث ذات المتغير الواحد، وفرضيات البحث ذات المتغيرين الثابت والتابع هي العمود الفقري لأي بحث علمي سليم، لأنه انطلاقًا من إثبات صحتها تثبت جذور مشكلة البحث، بالتالي يكون الباحث محقًا في القيام بهذا البحث.
النتائج
تشتمل كيفية كتابة خطة البحث العلمي على عنصر النتائج الذي يلخص استنتاجات تم التوصل إليها بالمرور على كل العناصر سالفة الذكر فحصًا وبحثًا وتمحيصًا.
الخاتمة
على محدوديتها في عدد الصفحات، إلا أنها تبرز جهود الباحث التي سبتذل في دحض الصعاب والمعوقات ليظهر العمل على الصورة التي بين يدي القارئ.
المراجع والمصادر
من عناصر خطة البحث العلمي التي يشير فيها الباحث لكل المراجع والمصادر الموثوقة التي استفاد منها ونقل عنها.
