Whatsapp
الكتابة العلمية
 
الكتابة العلمية  


الكتابة العلمية من أنواع الكتابات المتخصصة، فكما أن كل لُغة من لُغات الأرض تحتضن الكتابة الأدبية والكتابة التعليمية والكتابة العامة الدَّارجة؛ فإنها أيضًا تحتضن الكتابة العلمية الموصوفة بالمتخصصة، لأنها لا تخاطب الجميع، وفرع الكتابة العلمية في اللغة العربية لا يختلف كثيرًا ولا يُعد بدعًا من الكتابات، بل هي على نفس النهج ولها نفس الخصائص ونفس القواعد المعروفة والحاكمة لهذا النوع من الكتابة في أي لغة من اللغات الحية.

 

تعريف الكتابة العلمية

تعريف الكتابة العلمية المباشر والمتعدد دونما تمييز بين لغة وأخرى يتمثل في أنها نوع من الكتابات ذات مهارات كتابة محددة، وذات شكل ومضمون يخاطب شريحة معينة من القراء، حيث إن الكتابة العلمية تستهدف شرح وتفنيد وتوكيد أو نفي مجموعة من المعلومات والحقائق العلمية البحتة لمجموعة من الناس المهتمة بالفرع العلمي أو البحثي محل الكتابة.
وعلى الرغم من انسحاب وانطباق التعريف السابق على جميع اللغات الحية المستعملة على الأرض؛ فإن مفهوم الكتابة العلمية في اللغة العربية يوسع دائرة الكتابة العلمية لتشمل أشكالًا مختلفة من المطبوعات، مثل الأبحاث والنشرات والمقالات بنوعيها الدوري والمتسلسل، إلى جانب اعتماد الكتابة العلمية في اللغة العربية على عدة أساليب كتابة مختلفة، يحدد اختيار أمثلها الغرض المقصود والهدف المنشود والشريحة المستهدفة من البحث أو المقال محل الكتابة.

 

خصائص الكتابة العلمية

من التعريف السابق، سواء الشامل، أو بمقوماته ومعاييره المحددة باللغة العربية، يتضح لنا أن هناك مجموعة أساسية من خصائص الكتابة العلمية التي ما إن توفرت حكم على العمل بأنه يتبع الكتابة العلمية ويطبق معاييرها، تتمثل هذه الخصائص في:

التقليدية 

بمعنى أن الطريقة العلمية في الكتابة ملزمة بطرق ومهارات وقواعد كتابة خاصة ومعروفة من أزل الأزل، قد استقرت عليها البشرية، وحتى مع خضوعها للتطوير والتحديث؛ فإن الأساسات المرتكز عليها الكتابة العلمية لا تتغير.

 

الهدف 


الأهداف والمقاصد تمثل لب الكتابة العلمية وهي ما تفرق بينها وبين الكتابة الأدبية والكتابة الوصفية، وحتى الفضفضات المكتوبة حول حادث أو مشاعر بشرية، بل الكتابة العلمية لا بد أن لها سببًا دفع الكاتب إلى العمل، وبيان هذا السبب والسير في توضيحه وتأكيده أو نفيه هو في النهاية أهم أغراض البحث أو التقرير محل العمل.

 

اللبناء 


أحد أهم ثوابت مفهوم الكتابة العلمية هو البناء؛ حيث لا يمكن الحكم على على عمل مكتوب بالعلمية أو تصنيفه كشكل من أشكال مفهوم الكتابة العلمية دون أن يقوم على البناء العلمي المقرر، والذي من أهم سماته الترتيب والتنسيق وتعدد العناوين وفق السياق وتضمين المعلومات والبيانات العلمية أسفل كل عنوان بحسب تصنيفها وترابطها.

 

الأسلوب

 
الصيغة العلمية في الكتابة ستفرض على الكاتب نمطًا خاصًا وأسلوبًا سرديًا معينًا، يدخل في تحديدهما مجال الكتابة العلمية من ناحية، وشريحة القراء المستهدفة من ناحية ثانية، والأهم المناقشة والمعالجة والاستدلال والتأصيل المتبع في تحليل المقدمات واستنباط النتائج واستخلاص الفوائد وتوقيع التوصيات.

 

الإيجاز والوضوح والمباشرة والدقة


تلك خصائص الكتابة العلمية الأربع التي يفرق بها المحكمون بين بحث علمي وآخر، ففي الأعمال العلمية يكفي شرح الفكرة مرة واحدة دون حاجة للتكرار أكثر من مرة بنفس الصيغ أو بصيغ جديدة، فضلًا عن قاعدة أخرى من قواعد الإيجاز وهي أن تشرح الفقرة فكرة، وألا تتجاوز الفقرة نصف صفحة، وإن طالت عن هذا الحد يعمد إلى تقسيمها إلى عناوين فرعية.
كذلك لا بد من الوضوح، بحيث تحمل الجملة الواحدة فكرة واحدة أو معنى واحدة، أو بمعنى آخر لا بد لكل جملة وكل تعبير وكل فقرة ألا تحتمل أكثر من معنى، وهو ما يعد مباشرة أيضًا في توصيل المعنى للقراء.
ويقصد بالدقة الكف عن المبالغة باجتناب العبارات الفضفاضة المطاطة التي يختلف تقديرها من شخص لآخر، وكذلك الحال مع التعبيرات الغامضة، لأن الكتابة العلمية ترتكز على حقائق وتوصل رسالة نفي أو إثبات، بالتالي فإن كل عبارات المجاملات لا تناسبها، مثل عبارات شبه وتقريبًا ومعظم وأغلب... إلخ، فالعلم يتعامل بالأرقام المجردة قدر المستطاع.

 

الموضوعية

 ومن الخاصية السابقة ننتقل إلى خاصية الموضوعية، فأسلوب الكتابة العلمية يعتمد على المنطق ويخاطب العقل لا المشاعر، ولهذا كانت الأرقام أساسية في الفحص والاستدلال والاستنتاج.

 

خطوات الكتابة العلمية

في الحقيقة تعتمد مهارات الكتابة العلمية على عدة عوامل لتحديد النهج أو الخطوات التي ينبغي على الكاتب السير عليها في وصف تجربة علمية ما أو تدقيق مجموعة حقائق أو معلومات معينة، نخلص من هذا أن هناك خطوات الكتابة العلمية المشتركة بين الجميع، أول لنقل العامة، وهناك خطوات الكتابة العلمية المتغيرة من بحث لآخر بحسب العوامل.
 
أما الخطوات الخاصة فلا يمكن حصرها، بينما خطوات الكتابة العلمية العامة فيمكننا الإشارة إلى أهمها وأبرزها في التالي:

الإقتباس غير المباشر


مما لا شك فيه أن الاقتباس في الكتابة العلمية ضروري لإثبات أو نفي دليل، وضروري لشرح أو نفي أو إثبات اقتباس.... وهكذا، ولكن مع تلك الأهمية؛ فإن الكتابة العلمية الصحيحة تميل إلى الاستخدام النادر للاقتباسات والتركيز على وصف الأفكار والمعلومات وتفسيرها والتدليل على صحتها أو اعتلالها، وهذا لا يعني بالطبع عدم الرجوع إلى مصادر أو الاستشهاد بها، ولكن استخلاص الفكرة من تلك المراجع ووصفها ونقدها هو الأولى في الكتابة العلمية من النقل المباشر ووضعه بين علامات تنصيص.

 

الشرح بالنقاط والجداول 


لأن الكتابة العلمية متخصصة وتخاطب شرائح قراء معينة فهي تميل إلى تقليل الكتابة السردية، والاستعاضة عنها في الوصف والشرح والاستدلال والإثبات أو النفي بالجداول والرسوم البيانية والصور؛ وهذا تأكيد على خاصية الكتابة العلمية في الاستدلال وفق أرقام مجردة لا وفق أحاسيس ومشاعر.

 النتائج 


وتلك خاصية تابعة لسابقتها، فطالما أن الكتابة العلمية تفرض الاستخلاص والاستنتاج؛ فإذن لا بد من البحث أو التقرير العلمي من الوصول غلى نتائج جديدة، أو إقرار نتائج قديمة، أو حتى نفيها تمامًا، بل إن النتائج أساس علمي متين في المقارنة بين دقة الدراسة أو البحث الحالي وبين غيره من الدراسات السابقة في نفس المجال أو الفرع أو الموضوع، لأن البرهنة والاستدلال العلمي في البحث واحدة من أهم مهارات الكتابة العلمية التي يجب أن يتمتع بها الكاتب، وإلا كانت كتابته أي شيء آخر إلا أن تكون علمًا.

 

الملخص 


عنصر أساسي من عناصر الكتابة العلمية الأصيلة، حيث لن يصنف العمل ضمن الكتابة العلمية دونما الوصول إلى استنتاجات نهائية وخلاصات تقريرية للتطبيق. 
المراجع 
من يكتب من خلجات صدره قد تكفيه مطالعاته من دون ذكرها أو الإشارة إليها، وهذا واضح في الكتابات الأدبية والوصفية، بينما الكتابة العلمية التي ستفرض على الكاتب اقتباس أفكار وأحيانًا نصوص والتعليق عليها، ثم تحليلها فإثباتها أو نفيها، فمن هنا تلعب المراجع دورها، ومن ثم من الضروري الإشارة إليها لبيان أمانة الكاتب، إذن إرفاق قائمة المراجع في المنتج العلمي خاصية لا يمكن التغافل عنها.

إن الكتابة العلمية محكومة بعدة قواعد أكاديمية صارمة لا يجب الحياد عنها، وتلك القواعد متعارف عليها وتدرس لكل أكاديمي حتى يتثنى له وقتما يريد الشروع في الكتابة العلمية بآليات صحيحة، فالتنظيم وهيكل البحث قاعدة، المقدمة المنطقية للموضوع قاعدة، التعقيب وإبراز وجهة النظر الشخصية قاعدة، الإثبات والتدليل والاستنتاج والاستنباط قاعدة، فإن حادت الكتابة العلمية عن هذا كله لن تكون أكاديمية بحثية مجردة. 

 

المصادر:

ما هي خصائص الكتابة العلمية

 


ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك