Whatsapp
المنهج المسحي
 
المنهج المسحي  


المنهج المسحي أو الدراسات المسحية أحد أهم مناهج البحث العلمي المعتمدة من الأكاديميات والمجامع العلمية منذ الأمد البعيد، ولأنه ليس منهجًا علميًا مستقلًا بذاته، بل يتبع في شكله ومضمونه المنهج الوصفي للبحث العلمي؛ فقد تعددت تعريفاته وتفرعت آلياته واختلفت أنواعه باختلاف طبيعة كل بحث أو دراسة اعتمدت عليه.
في هذا المقال؛ توصيف كامل لكل ما يخص المنهج المسحي نظريًا وإجرائيًا.

 

تعريفات تعريف منهج البحث المسحي

تم تعريفه على أنه عملية منظمة تستهدف تحليل وتفسير وتقرير وضع قائم فعليًا لنظام ما أو مجتمع ما أو جماعة ما أو بيئة ما، بالتالي فإن المنهج المسحي لا صلة له بتاريخ الظاهرة أو الوضع، بل ينصب كليًا على وقت الشروع في البحث والدراسة دونما اعتبار لأي تاريخ لها أو أي حيثية لها سابقًا، من مستهدفاته أيضًا جمع بيانات ومعلومات قابلة للتصنيف والتفسير والتعميم بغرض الاستفادة منها مستقبلًا.

هناك تعريف آخر يتربط ارتباطًا وثيقًا بمجال عمل المنهج المسحي، وهو التعريف القائل إنه دراسة علمية لظروف خاصة وحاجات معينة في مجتمع ما بغرض تقديم برامج حلول واقعية للإصلاح الاجتماعي.

وهنالك أيضًا من قال إن تعريف المنهج المسحي هو دراسة ظروف اجتماعية معينة تؤثر بشكل معين في مجتمع معين، وذلك بقصد الحصول على معلومات وبيانات حقيقية وكافية للاستفادة منها في وضع وتخطيط وتنفيذ مشروعات إنشائية تهدف إلى الإصلاح الاجتماعي.


سمات وخصائص منهج المسح الاجتماعي

يتمتع منهج المسح الاجتماعي بعدد من الخصائص والسمات الرئيسة، أهمها:
الارتباط وثيق الصلة بمؤسسات معينة أو بجماعات معينة في مكان محدد بدقة.
انصباب عمل منهج المسح الاجتماعي على الوقت الحاضر دونما أي نظر أو اهتمام بأي تفاصيل تاريخية، فهو يتناول أشياء وظواهر موجودة فعليًا وقت إجراء البحث والمسح المعلوماتي.
لا يعتبر المنهج المسحي واحدًا من أنواع مناهج البحث العلمي بشكل مباشر، بل هو أحد أجزاء المنهج الوصفي doc لأنه عملية يتم من خلالها التعرف الدقيق على مجموعة من البيانات والمعلومات ذات الصلة بموضوع أو مشكلة البحث فيما يخص المواقف والظاهر الحاضرة الحالية، التي ما زالت تجري في مجتمع الدراسة وقت إجراء البحث، وليست المواقف أو الظواهر القديمة.
لقد أثبت تحليل نتائج الدراسة المسحية على مر العصور فاعلية وأهمية كبيرة في عديد من أوجه المشكلات الاجتماعية، بتفرعاتها وتصنيفاتها المختلفة، ومنها موضوعات البحث السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، بل وكذلك في موضوعات بحثية تجارية، من أبرزها مجال المكتبات ومجال المعلومات.
لأنه من أنواع المنهج الوصفي الأساسية والفعالة؛ فإن مثاليته تتحقق بمثالية اختيار عينة البحث، لأن هذه العينة هي تمثيل لكامل المجتمع محل الدراسة، بالتالي اختلال اختيار العينة سيقابله اختلال في جمع البيانات، ثم في تحليلها وتفسيرها. 

 

تصميم دراسة مسحية

تصميم دراسة مسحية يقوم على أساليب أساسية في المسح للتمكن من جمع البيانات والمعلومات المطلوبة عن الظاهرة الواقعية التي تدرس، تتمثل هذه الأساليب في:


الاستبانة 

لأنه الاستبانة أو الاستبيان إحدى أهم الطرق لجمع البيانات والمعلومات من عينة الدراسة الممثلة لمجتمع الدراسة، فضلًا عما تتيحه من قدرة فائقة على تصنيف وتفنيد تلك المعلومات والبيانات المجمعة، ومن ثم تحليلها وتفسيرها واستخلاص الحلول بناءً عليها.

 

المقابلة


المقابلة تعني التعامل المباشر مع عينة الدراسة ومناقشتهم، ومن خلال تلك المناقشات تجمع البيانات والمعلومات، بل وستفيد أيضًا فيما يعرف باسم الدراسات المسحية والتجريبية والقائمة على الملاحظة حيث التعامل المباشر مع عينة الدراسة يستدعي بلا شك ملاحظة فعالهم وتصرفاتهم وردود فعلهم، وهو ما يزيد من القدرة على مسح آثار وتبعات الظاهرة محل الدراسة على مجتمع الدراسة.

 

المنهج الوصفي التحليلي

ليس معنى تبعية المنهج المسحي لأنواع وإجراءات المنهج الوصفي ضعفه أو تحجيم دوره وفوائده، على العكس تمامًا، حيث إن المنهج المسحي الميداني صاحب فوائد أكاديمية، والأهم عملية واقعية بالمقارنة مع المناهج الأخرى، وذلك من عدة وجوه أبرزها:
اختلافه عن المنهج التاريخي في تركيزه على جمع بيانات ومعلومات عن مشكلة أو ظاهرة في الوقت الحاضر، بالتالي المساهمة في حلها حلولًا فعالة وعلى أسس سليمة، في حين أن المنهج التاريخي يركز على بيانات ومعلومات قديمة كانت وانقضت، وليس لها أثر ملموس حاليًا، مما يجعل الدراسات المعتمدة عليه استكشافية لأحداث في التاريخ أو لتأسيس طريقة للتعامل مع امتدادات الظاهرة للوقت الراهن.
هنالك اختلاف بين المنهج المسحي الميداني وبين المنهج التجريبي من حيث الصلابة والاستمرارية، لأن المنهج المسحى يتصف بأنه الأقل صلابة، لأنه عادةً ما يتعلق ويرتبط بصورة بالغة بمواقف واتجاهات إنسانية بحتة في مجتمع محدد المكان وزمانه هو الحاضر، وهو ما لا يمكن تحاشيه أو التغافل عنه، في حين أن المنهج التجريبي يعمد إلى دراسة المشكلة أو الظاهرة من خلال عدد كبير من الحالات الحالات المختلفة الموقع الجغرافي والمختلفة الزمان والمختلفة القيم والاتجاهات الإنسانية، والاشتراك الوحيد بين كل الحالات المدروسة هو التشارك في المشكلة أو الموضوع محل البحث.
هناك اختلاف آخر يتميز به المنهج الوصفي التحليلي عن باقي مناهج البحث المعتبرة، ألا وهي أنه الأنسب للبحوث في مجالات المكتبات والمعلومات، لأن تلك المجالات ذات طبيعة نفعية، بالتالي تنعكس من خلالها ظلال وظواهر سلبية أو إيجابية على المجتمع، بالتالي فإن المنهج المسحي يساعد في كشف الأوضاع القائمة لتخطيط آليات النهوض بالمعرفة وتطبيقها.

 

أنواع المنهج المسحي

بعد أن أوضحنا ماهية المنهج المسحي وسماته وأساليب إجرائه والفوق الواضحة بينه وبين المناهج الأخرى؛ فإنه من الضروري لاكتمال الصورة بيان أنواع البحوث التي يمكن معها إجراء دراسات مسحية ميدانية، وأمثلة ذلك كثيرة، ولكنها جميعًا تتشارك في المستهدفات.

فنجد أن البحوث المسحية تتم بغرض الوصول إلى 3 فئات من البيانات والمعلومات، هي:

  1. بيانات ومعلومات عن تطورات الأوضاع لظاهرة ما أو لأحداث ما في الفترة الحالية.
  2. بيانات ومعلومات عن توزيعات وترددات الأثر على المجتمع المبحوث، أو بمعنى آخر جمع بيانات تتعلق بخصائص كل عضو في عينة الدراسة، واستيضاح أثر مشكلة الدراسة المبحوثة على تلك الخصائص.
  3. بيانات ومعلومات دقيقة عن قواعد ولوائح تنظم مجتمع الدراسة وترتبط ارتباطًا وثيقًا وتتفاعل تفاعلًا ظاهرًا مع الظاهرة أو الوضع المدروس.

 

من تلك الفئات الثلاث نخلص إلى أن الاعتماد على المنهج المسحي أو بالأحرى إجراء بحوث مسحية ميدانية يتم في حالتين أساسيتين، هما:

  1. حينما يريد الباحث التعرف الكامل والدقيق على الواقع الفعلي لظاهرة أو أكثر داخل مؤسسة أو هيئة أو مجتمع ما.
  2. حينما يريد الباحث التعرف الكامل والدقيق على اتجاهات وآراء مجموعة أفراد تجاه الظاهرة أو النشاط المعين الذي تتم دراسته داخل المؤسسة أو المجتمع المعين.

 

إذن؛ من نوعية المعلومات والبيانات، ومن حالات استخدام المنهج المسحي يتكشف لنا نوعيه الرئيسين، وهما: 

  1. مسح كشفي أو استطلاعي: عادةً ما يستخدم مع ظواهر جديدة أو غير معروفة بالقدر الكامل، مع ملاحظة اتساع نطاق الدراسة، ومع اليقين من عدم تعرض الدراسات السابقة لتلك الظواهر.
  2. مسح وصفي وتحليلي: عادةً ما يستخدم لوصف خصائص وسمات مجتمع الدراسة، مع تقدير نسب ومعدلات تأثره بالظاهرة أو المشكلة محل الدراسة، وكذلك لعمل توقعات موزونة لأحجام تفشي الظاهرة ومقادير انعكاساتها الإيجابية أو السلبية. 

 

كيفية الاعتماد على المنهج المسحي

لإجراء بحث مسحي ميداني دقيق وعلمي، تتبع المراحل التالية:

  1. صياغة تساؤلات البحث.
  2. اختيار أسلوب جمع البيانات الأمثل.
  3. انتقاء عينة الدراسة بدقة ومنطقية وموضوعية.
  4. جمع البيانات.
  5. تحليل وتفسير ما تم تجميعه من بيانات.
     


ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك