جدول المحتويات
شهد التعليم عن بعد طفرات هائلة من حيث التقنيات المستخدمة وأساليب التطبيق،
وكان لذلك أهمية كبيرة، وخاصة في تلك الفترة التي تشهد ظهور فيروسات تسبب أمراضًا متنوعة لبني البشر،
وهي سريعة الانتشار ويصعب التغلب عليها؛ نظرًا لظهور تغيرات وطفرات بمرور الوقت،
وكأن هذه الفيروسات تسمع وتعقل وتجابه ما يصنعه الإنسان من لقاحات، وعلى الجانب الدراسي أصبحت هناك حاجة ملحة لتعميم التعليم عن بعد؛
وبما يحقق العديد من المزايا، وفي طليعتها تجنب التجمعات البشرية، والتي تعتبر من أهم أسباب توسع دائرة الإصابة بالفيروسات،
وسنلقي الضوء في مقالنا على معلومات مهمة حول التعليم عن بعد.
ما تعريف التعليم عن بعد؟
يعرف التعليم عن بعد بكونه طريقة جديدة للتعلم، ويستخدم فيه الكثير من التقنيات التكنولوجية، ويكون مكان المتعلم بعيدًا عن مكان المعلم (المصدر)،
بمعنى نقل البرنامج الخاص بالتعليم من الحرم التعليمي إلى مناطق بعيدة من الناحية الجغرافية.
وهناك مفهوم خاطئ فيما يتعلق بالتعليم عن بعد، حيث يطلق عليه البعض التعليم عن طريق الإنترنت أو أون لاين،
والحقيقة أن التعليم عبر الإنترنت إحدى طرق التعليم عن بعد، وعلى الرغم من أن ذلك هو طريقة التعليم عن بعد المحورية في تلك الفترة،
غير أنه يمكن مستقبلًا إيجاد العديد من الوسائل الأخرى للتعليم عن بعد، والداعم لذلك التطور التكنولوجي الذي نلحظه يحدث بوتيرة متسارعة.
نبذة تاريخية حول التعليم عن بعد
يعتقد البعض أن التعليم عن بعد وليد الألفية الثالثة، وذلك الأمر عارٍ عن الصحية، فلقد بدأت أولى المحاولات في عام 1728م،
حيث قام أحد معلمي الولايات المتحدة الأمريكية واسمه "كاليب فيليبس" بنشر مقال عن طريقة جديدة في التعليم،
وعرفت باسم "طريقة اليد القصيرة"؛ حيث كان يتم إرسال الدروس للطلاب عبر البريد.
قدمت أول دورة للتعليم عن بعد على يد السير "إسحاق بيتمان" في عام 1840م، حيث درس نظامًا عرف باسم "الاختزال"،
وفيه أرسلت النصوص الكتابية على بطاقات البريد، ورد الطلاب بملاحظاتهم، وطبقت تلك الطريقة في المملكة المتحدة (بريطانيا).
أنشئت جمعية تشجيع الدراسات في المنزل في عام 1873م بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان الهدف من ذلك التوسع في التعليم عن بعد.
أنشئت جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، وطبقت نظام التعليم عن بعد، وتبعها في ذلك كثير من الجامعات البريطانية على مراحل زمنية مختلفة،
وفي عام 1858م قدمت جامعة لندن أول الشهادات الخاصة بالتعليم عن بعد.
في القرن العشرين طبقت الكثير من الجامعات الأوروبية نظام التعليم بالمراسلة عن طريق البريد، وبعد ذلك تأسس الكثير من الجامعات بنظام التعليم المفتوح.
مع مطلع الألفية الثالثة توسعت كافة الدول في نظام التعليم عن بعد وأصبح هناك منظومات متكاملة مسؤولة عن ذلك،
ووفرت جميع السبل والتقنيات للطلاب والطالبات عن طريق تجهيز مواقع إلكترونية وفصول افتراضية وأدوات يسهل التعامل معها.
ما مميزات التعليم عن بعد؟
يوجد مميزات متعددة للتعليم عن بعد، وسنلخصها في الفقرات التالية:
-
اكتساب مهارات التعامل مع تطبيقات الحاسوب:
يساعد التعليم عن بعد في تعلم الكثير من المهارات الخاصة بتطبيقات الحاسوب،
ومن بين ذلك الأدوات والقوائم وطرق تشغيل البرامج على حسب طبيعة ما يتم استخدامه،
وكذلك تعلم كيفية البحث على شبكة الإنترنت، واستخدام البريد الإلكتروني، وبرامج السوشيال ميديا.
-
وجود الكثير من الخيارات فيما يخص جهات التعلم:
في القدم كان الطلاب ملتزمين بجهات تعليم محددة، ويحكمهم مكان السكن، ومن بين مزايا التعليم عن بعد إمكانية اختيار أماكن مختلفة،
حتى وإن كانت بعيدة عن مقار الإقامة، ومن بين ذلك يوجد كثير من الجامعات الدولية المصنفة بالدول الكبرى،
حيث فتحت مجال التعليم للطلاب من مختلف أرجاء العالم، فيمكن لطالب في الصين أن يتعلم بجامعة في المملكة المتحدة، والعكس صحيح.
-
توفير الأموال المنفقة:
يُعد توفير الأموال من بين مميزات التعليم عن بعد الأساسية، ففي حالة التوجه لمكان معين؛ فسوف يتم إنفاق أموال كثيرة فيما يتعلق بالانتقال،
وكذلك شراء الكتب الورقية، أما بالنسبة للتعليم عن بعد فيمكن تلقي المحاضرات في المنزل أو من أي مكان آخر طالما توافرت الوسيلة؛
مثل: الكمبيوتر أو اللاب توب أو الآيباد أو الهاتف المحمول، بالإضافة إلى أن المادة التعليمية التي يقتنيها الأفراد متوافرة على شبكة الإنترنت في صورة فيديوهات وكتب رقمية ومقاطع صوتية.
-
مناسب لمن تمنعهم ظروف التوجه لأماكن التعليم:
هناك فئات كثيرة ترغب في التعليم، غير أن ظروفهم تمنعهم من التوجه لمكان بعينة، وقد يكون السبب في ذلك عدم وجود الوقت نظرًا لعملهم ساعات طويلة من اليوم،
وكذلك يمكن أن تكون الظروف الصحية عائقًا في الخروج من البيت، بالإضافة للسيدات المشغولات برعاية أولادهن، لذلك فإن التعليم عن بعد مناسب لجميع الفئات سالفة الذكر.
-
التفاعل مع المحاضرين وتخطي حاجز الخوف:
يُعد التفاعل مع المحاضرين عبر الشاشات الافتراضية من ضمن مميزات التعليم عن بعد المهمة،
حيث يتم التواصل عبر الصوت والصورة بشكل مباشر مع المحاضرات الواقعية،
بل إن لذلك ميزة أكبر ويتمثل في تخطي حاجز الخوف الذي يحدث للبعض نتيجة للتجمعات الحقيقية في المحاضرات،
ومن ثم الاستفسار عن المعلومات من الدكاترة والخبراء دون خجل، وبما يساعد على هضم وفهم المادة العلمية.
ما مشـــاكل التعليم عن بعد؟
يوجد مجموعة من المشاكل المتعلقة بالتعليم عن بعد، وسنلقي الضوء عليها فيما يلي:
-
الافتقار للمعلمين المؤهلين للتعامل مع تطبيقات الكمبيوتر:
في بعض الدول نجد صعوبة في استخدام الكمبيوتر من جانب المعلمين،
لذلك فإنه ومن المهم تدريبهم لفترة زمنية مناسبة قبل إدماجهم في منظومة التعليم عن بعد.
-
صعوبة استخدام بعض التقنيات على المتعلمين:
بالنسبة لمن لا يوجد لديهم خلفية معلوماتية عن الحاسب الآلي، فإنه يصعب عليهم تلقي الدروس عبر التعليم عن بعد في البداية،
ويلزمهم دورات فيما يتعلق باستخدام تطبيقات الكمبيوتر.
-
عدم وجود رقابة كاملة من جانب المعلم:
قد يقوم الطالب باستعمال تطبيقات التواصل غير أنه لا يركز بالشكل المناسب،
والبعض من صغار السن يقومون بتشغيل ألعاب في وقت البث المباشر للدروس،
ويمكن التخلص من ذلك العيب؛ من خلال متابعة الأسرة لأبنائهم وبناتهم.
-
مشاكل في تشغيل الإنترنت:
هناك بعض الدول الناشئة التي بدأت أخيرًا في تطبيق التعليم عن بعد، ولا يتوافر لديها البنية النموذجية من أجل تطبيق ذلك،
ومن ثم فهناك احتمالية لحدوث أعطال عند تلقي الدروس، أو انقطاع للتيار الكهربائي، وذلك الأمر يعوق أداء الاختبارات النهائية في نهاية كل تيرم دراسي.
ما العلاقة بين جائحة كوفيد-19 والتوسع في التعليم عن بعد؟
انتشرت جائحة كوفيد-19 كالنار في الهشيم في جميع دول العالم، وهو ما أودى بحياة ملايين البشر،
بالإضافة لعدد كبير من المصابين، وأقرت جميع الدول إجراءات احترازية لمجابهة ذلك الفيروس، ومن بينها توقف الدراسة في جميع المراحل التعليمية.
وكان الحل البديل يتمثل في التعليم عن بعد، وبالطبع فإن الدول التي كانت تمتلك بنية أساسية جيدة فيما يتعلق بذلك تجاوزت جميع الإشكاليات،
ولم يحدث أي خلل أو تأخير في التعليم، حيث كان الطلاب والطالبات يحصلون على الدروس من خلال شبكة الإنترنت،
ويتم اختبارهم بذات الطريقة، وكافة الأمور التي تخص التعليم كانت تُدار إلكترونيًا عن بعد.
وفي النهاية، فإن الأمور ما زالت قيد التطوير، وهناك الجديد في كل يوم فيما يتعلق بوسائل التعليم عن بعد،
حيث أشارت بعض المجلات العلمية عن ظهور تقنية الهولوجرام، والتي تتيح رؤية الطلاب والطالبات للمعلمين بصورة مجسمة، وكأنهم جالسون في المكان نفسه.