Whatsapp
شروط البحث العلمي
شروط البحث العلمي


شروط البحث العلمي فرع على أصل تعريفه الذي يحدد البحث العلمي بأنه سلوك إنساني تحكمه قواعد تنظيم،

ويستهدف استقصاء وتحري صحة معلومة ما أو فرضية معينة أو موقف أو ظاهرة... إلخ،

وهذا التحري والاستقصاء يشتمل على الإلمام الكامل بالأبعاد والأسباب والآليات والتطور، بل وكذلك الشروع في المعالجة ووضع الحلول المبتكرة،

كل ذلك بهدف زيادة استفادة المجتمعات والمساهمة في تنميتها وتعديل اختلالاتها. 

وإذا كان هذا هو البحث العلمي الصحيح طريقةً وأهدافًا؛ فإن تحقيقه على هذا النحو الصحيح لن يتم بضروب العشوائية،

أو بحسب هوى كل باحث، بل تطبيق هذا التعريف على الواقع الأكاديمي لن يتم إلا عبر السير على شروط البحث العلمي والالتزام بها تمامًا.


 

شروط البحث العلمي الجيد

يؤكد لنا تعريف البحث العلمي المشار إليه في المقدمة أننا أمام شروط البحث العلمي الجيد الشكلية والفنية،

والتي من دونها لن نتمكن من وصف الكتاب أو العمل الذي بين أيدينا بأنه بحث علمي دقيق،

ولنبدأ بالمواصفات والشروط الفنية، والتي أولها اشتمال البحث على العناصر الأساسية المستقر عليها، وهي:

 

  • المدخلات:

والتي ينبثق عنها بالضرورة عدة عناصر فرعية، من أهمها مدى معرفة الباحث المتخصصة في البحث العلمي،

ومدى شعوره بالمشكلة المرتبطة بالبحث وغرضه من من بحثها ودراستها ومناقشتها،

لإضافة جديد على النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة في نفس السياق المتعلق بالمشكلة، وإلا كان بحثه تكرار سخيف لما سبق.

 

  • العمليات:

وهي المنهجية المختارة لفحص ودراسة المشكلة،

وكذلك التصميم الإحصائي المتبع والذي يناسب ظروف وتداعيات وتطبيقات المشكلة للتمكن من الوصول إلى نتائج جديدة واختبار الفرضيات بطريقة مبتكرة.

 

  • المخرجات:

وهي النتائج والتوصيات والحلول المرتكزة على نواتج عمليات القياسات والاختبارات والتجارب. 

 

شروط البحث العلمي الناجح

ما سبق ذكره مرتبط بالمضمون العام الذي يجب أن يكون عليه أي بحث علمي محترم وثقة وجدير بالمناقشة والتقييم،

وفي الوقت نفسه تشتمل شروط البحث العلمي الناجح على مجموعة عناصر ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالباحث وتكوينه الفكري والأكاديمي،

بل وكذلك قدراته ومبادئه وأخلاقياته، هذه العناصر هي:

 

  • الكفاية العلمية:

والمقصود بها البصيرة العلمية التي يتميز بها الباحث عن غيره، وتلك البصيرة هي المساعد الأول في بناء استراتيجيات البحث والفحص والدراسة،

وكذلك معالجة الصعوبات والمعوقات لاستخلاص النتائج، وبشكل أكثر دقة، الكفاية العلمية للباحث هي هويته الفكرية التي ستصبغ عمله البحثي.

 

  • الكفاية المنطقية:

من شروط المشاركة في البحث العلمي الفعال أن يتمتع الباحث بكفاية منطقية،

بمعنى توازي شعوره بأهمية اختبار ومعالجة المشكلة محل العمل مع شعوره بالموضوعية والحياد،

حتى لا يجرفه شعوره بالمشكلة وهولها نحو المعالجة على أسس وهمية غير منطقية وغير مقنعة.

 

  • الكفاية التخطيطية:

وهذه من صميم قدرات الباحث ومهارته الأكاديمية، حيث إن القدرة على البحث والتحليل وتطوير الخطط والمناهج وابتكار الأساليب الجديدة للمعالجة،

لكلها انعكاسات إيجابية على العمل البحثي، ومع افتقادها فقدت الكثير من المزايا، بل وقد يفقد مسار الوصول إلى النتائج الصحيحة.

 

  • الكفاية الإجرائية:

ما لم يتمتع الباحث بالقدرة على تنفيذ المخططات الموضوعة على الورق، لكم من خطط بحثية تبدو وكأنها رائقة وتوصل للهدف،

ولكن عجز التطبيق والتنفيذ يصل بصاحبه إلى انفراط العقد أو العجز عن الإدارة الجيدة لعمليات البحث وجمع البيانات وتحليلها وتفسيرها بغية الوصول إلى الحلول.

 

  • الكفاية الفنية:

حيث لا يمكن الرد على ما هي شروط البحث العلمي الصحيح والباحث نفسه فاقد للقواعد والأصول والمبادئ والضوابط التي يجب أن يكون عليها البحث العلمي،

أو على الأقل غير ملم بها بشكل كافٍ، أو ملم مع الكثير من التشوهات والاختلالات النظرية لها.

 

شروط كتابة البحث العلمي

من شروط كتابة البحث العلمي الفعال والجيد من الناحية الفنية ضرورة الالتزام بواحدة من طرق ومناهج البحث العلمي التي أقرت من الأكاديميات والمرجعيات العلمية بالعالم كله،

وحقيقة من السهل على أي باحث الجمع بين أكثر من منهج علمي في دراسته لجوانب وأبعاد المشكلة واستخلاص حلولها وتوصيات إزاحتها،

على ألا يكون هذا بالشيء الكثير، ومع وجوبية التزام منهج علمي واحد فقط كأساس، وما تبعه من مناهج تكميلات فرضتها ظروف البحث،

وأهم ما استقر عليه من مناهج بحثية المنهج التاريخي والوصفي والتطوري أو التغيري والحقلي و الارتباطي والمنهج المقارن الذي يربط السبب بالنتيجة عبر الحقائق والتقريري والتجريبي الحقيقي وشبه التجريبي والعملي.

 

شروط البحث العلمي الشكلية

إذا انتقلنا إلى شروط البحث العلمي الشكلية؛ فسنجد أننا أمام هيكل له قواعد وأصول يجب أن يكون عليه البحث العلمي

ولا يخرج عنه، من خصائصه الالتزام بالترتيب المقرر، والذي يحتضن العناصر التالية:

 

  • عنوان البحث: الوافي والكافي وغير الغامض وغير الطويل والمعبر عن فحوى البحث.

  • صفحة الإهداء: لكل من ساعد معنويًا وماديًا في حياة الباحث ومنجزاته الأكاديمية.

  • صفحة الشكر والتقدير: لكل من ساهم في تطور الحالة البحثية عند الباحث، وكذلك في إخراج العمل على الصورة الأكمل، ولو بالنصح والإرشاد والإمداد بالمراجع. 

  • المقدمة: وهذه يحكمها العديد من الشروط، وينبغي لها الاشتمال على عناصر محددة ملزمة، فمن شروط المقدمة الجيدة في البحث العلمي الصحيح:

  • توضيحها شكل مجمل ماهية البحث والمشكلة وأسباب اختيارها والأهداف من وراء فحصها ودراستها.

  • توضيح بحث هذه المشكلة والتعريف بها وضرورة معالجتها.

  • تعريف وتوضيح المصطلحات والتعبيرات الغامضة المرتبطة بموضوع البحث.

  • بيان المنهج العلمي المتبع في الدارسة، وكذلك بيان محددات الدراسة الزمنية والجغرافية، وبيان عينة الدراسة ومواصفاتها وأدوات جمع البيانات والمعلومات منها.

  • عرض الدراسات السابقة التي تناولت نفس الموضوع، وعرض ما توصلت إليه من نتائج، مع النقد البناء الموضوعي لتلك النتائج.

 

ما لم تشتمل مقدمة البحث على العناصر السالفة الذكر، تكون فاقدة لكل شروط المقدمة في البحث العلمي الجيد،

بل وسيغفل الكثير من مجهودات البحث وسيقيم بتدني شديد، لأن المقدمة فاتها العديد من التوضيحات المهمة التي تساعد في فهم باقي البحث وآلية وصوله للنتائج. 

  • الإطار النظري: هو الشرح الوافي والكامل لأبعاد المشكلة أو الظاهرة محل النقاش والدراسة، بل والوقوف على كل ما كتب عنها سلفًا، وتفنيدها تفنيدًا واقعيًا يشرح كل ما لها وما عليها.

 

- وهذا يأخذنا أي منعطف آخر، أو لنقل شروطًا أخرى يجب أن تراعى أثناء عمليات البحث وأثناء كتابته،

ألا وهي شروط الاقتباس في البحث العلمي التي تفرض على الباحث نسب كل جملة صريحة إلى صاحبها في حواشي الصفحة التي وردت فيها تلك الجملة الصريحة،

ومن ثم إدراج هذا المرجع في محله المناسب بقائمة المراجع، بل وأبعد من ذلك لا تتحكم شروط الاقتباس في البحث العلمي في التعبيرات الصريحة المنقولة نقلًا وحسب،

بل وكذلك الأفكار المصاغة بطريقة جديدة؛ فإذا ما استقى الباحث فكرة من مرجع ما، وأعاد صياغتها أو إجمالها أو اختصارها على نحو غير النحو الذي هي عليه في مرجعها الأصلي،

توجب عليه الإشارة إلى هذا المرجع باسم صاحبه ورقم الصفحة، ثم إدراجه باسم صاحبه وعنوانه وسنة وبلد ودار النشر في محله بقائمة المراجع.

 

غالبًا ما يتبع الإطار النظري بالإحصاءات والبيانات الرقمية والرسوم البيانية والإحصاءات التي تحلل الظاهرة أو المشكلة بحسب ما تم جمعه من عينة الدراسة،

وبعض المجامع العلمية ترى إرجاء هذا الجزء من البحث العلمي لمنطقة المرفقات.

  • الخاتمة: هي التعبير الختامي عما تم بذل من مجهود وما قاومه الباحث من صعوبات، متبوعة بالتوصيات والمقترحات الواقعية التي إذا ما طبقت على ارض الواقع كانت أداة لحل مشكلة البحث جزئيًا أو كليًا.

  • المرفقات والمراجع الفهرس: عناصر ثلاثة تتمتع شروط طباعة البحث العلمي معها بقدر من المرونة، فمن يرى إمكانية إدراج الفهرس عقب صفحة الشكر والتقدير وقبل المقدمة، ومن يرى موقعه آخر الرسالة المطبوعة أولى، أيضًا المرفقات من صور ونماذج هناك من يشترط وضعها قبل المراجع، والبعض العكس، مع ضرورة وصف كل مرفق بعبارت مختصرة معبرة.

 

شروط البحث العلمي

آخر شرط شكلي من شروط البحث العلمي الشكلية هو التدقيق اللغوي للتأكد من عدوم وجود أي أخطاء نحوية أو إنشائية أو كتابية في كامل العمل.


ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك