ما تعريف البحث العلمي وأنواعه؟ للبحث العلمي أكثر من تعريف أكاديمي، كما يوجد له أنواع مختلفة، وهو ما سنتناوله بالتفصيل من خلال عناصر موضوعنا.. وتسير قاطرة البحث العلمي بوتيرة مُتسارعة في تلك الفترة بعالمنا العربي، والمتتبع للأحداث يرى ذلك واضحًا عيانًا، والسبب في ذلك هو رغبة المسؤولين في إحداث التغيير، ومواكبة المتغيرات التي نراها في الدول المتقدمة، وتسير البحوث النظرية والعملية جنبًا إلى جنب من حيث التنفيذ؛ سواء في المراحل الجامعية أو بالدراسات العُليا. 
 

أولًا: تعريف البحث العلمي.

يُعرف البحث العلمي وفقًا لعديد من التعريفات، وذلك على حسب وجهات النظر الخاصة بأصحابها كما يلي: 

تعريف البحث العلمي (1).

 طريقة للتفكير والابتكار، ويستخدم فيها الباحث عديد من القواعد والمهارات؛ من أجل كشف الغموض عن موضوع أو مشكلة معينة، والتعرف على السبب والنتيجة، والعلاقة فيما بينهما. 

تعريف البحث العلمي (2).

 أسلوب منهجي متعارف عليه يختاره الباحث، ويطبق فيه خطوات علمية، ويستخدم النظريات والمفاهيم؛ بغرض دراسة موضوع والتوصل إلى نتائج. 

تعريف البحث العلمي (3).

 مجموعة من الإجراءات المنظمة التي يستخدمها الباحثون والباحثات بغية دراسة كافة الجوانب المتعلقة بمشكلة واضحة ويتكرر حدوثها، وذلك في سبيل التوصل لاستنتاجات ووضع حلول. 

تعريف البحث العلمي (4).

دراسة لظاهرة أثارت الباحث، ويكون ذلك وفقًا لطبيعة المشكلة، وما تحتاج إليه من بيانات ومعلومات وأدوات بحثية. 

تعريف البحث العلمي (5).

وضع مجموعة من الأسئلة حول مشكلة أو موضوع محددة العالم، ومن ثم جمع المعلومات والبيانات، والقيام بتحليها بأسلوب إحصائي مناسب، ثم وضع خلاصة واستنتاجات. 

ثانيًا: أنواع البحث العلمي.

يصنف البحث العلمي تبعًا لمجموعة متعددة من المحددات، وسنستعرض ذلك في الفقرات التالية:

البحوث العلمية تبعًا للهدف من إعدادها.

بحوث نقدية: والبحوث النقدية تناول موضوع أو مشكلة معينة ثم القيام بتحديد الإيجابيات والسلبيات، ويكون ذلك وفقًا لأسس ومعايير علمية محددة من جانب الخبراء.

بحوث تفسيرية: وتستهدف هذه البحوث التعرف على الأسباب الخاصة بظاهرة أو موضوع معين، وذلك من خلال تحليليها إلى عناصر الأولية، والكشف عن العلاقة بين الأثر والنتيجة؛ من خلال وضع فرضيات ودراستها. 

بحوث استكشافية: وتهدف إلى التعرف على الظواهر الغريبة وكشف معالمها، ويجب أن ينتهج الباحث الأسلوب الموضوعي في هذه النوعية من البحوث؛ لإقناع الجمهور بما توصل إليه. 

بحوث تصنيفية: وهي تهتم بتبويب عديد من الظواهر، ويكون ذلك على حسب تأثيرها وأهميتها، وباتباع النظريات والأطر العلمية. 

البحوث العلمية تبعًا لأسلوب التنفيذ.

البحوث العملية (التطبيقية): تُعد البحوث العملية هي الأكثر انتشارًا في تلك الفترة؛ حيث ينصب اهتمام الباحث على معالجة إحدى المشكلات المرتبطة بالمجتمع، ومن ثم يقوم باختيار عينة دراسية مكونة أفراد تتضح فيها الصفات التي يبحث عنها، وبعد ذلك يستخدم أدوات البحث العلمي، ومن ثم يقوم بعملية تجميع وتبويب للبيانات، ثم يستخدم معادلات الإحصاء للتوصل إلى استنتاجات نهائية. 

البحوث النظرية (الأكاديمية): يحتاج بعض الباحثين إلى عمل البحوث النظرية، وخاصة في حالة الرغبة بالانخراط في التدريس داخل الجامعات، حيث إن ذلك شرط أساسي لذلك، ويتطلب الأمر دراسة مستفيضة ثم إعداد البحث أو الرسالة العلمية، وتستهدف البحوث النظرية أو الأكاديمية التوصل إلى نظريات ومسلمات جديدة. 

البحوث العلمية تبعًا لمن يقومون لعدد من يقومون التنفيذ.

بحوث فردية: ويقوم بإعدادها فرد واحد، ومثال على هذا النوع ما يقوم به الدارسون من إعداد لرسائل الماجستير والدكتوراه.
بحوث جماعية: ويقوم بتنفيذها أكثر من فرد، ومثال على هذا النوع إسناد جهات الدراسة لأكثر من فرد لتنفيذ بحوث التخرج الجامعي. 

البحوث العلمية وفقًا لمدى وجود إشراف من الدكاترة.

بحـــوث تتطلب إشراف: حيث يتابع الباحثون مشرف أو أكثر أثناء عملية إعداد وتنفيذ الرسالة العلمية، والهدف من ذلك توجيه الطلاب؛ نظرًا لحداثة عهدهم بكتابة البحوث العلمية، ويحدث ذلك أثناء دراسة الماجستير. 
بحوث لا تتطلب إشرافًا: حيث تقوم جهة الدراسة بترك الطلاب على اعتبار أن لديهم الخلفية والخبرة المناسبة لعمل البحث العلمي، ويحدث ذلك أثناء دراسة الدكتوراه.

البحوث العلمية حسب مستوى التعقيد.

بحوث بسيطة: وتتناول هذه البحوث قضايا بسيطة يمكن دراستها من جانب الباحثين والباحثات، والتوصل إلى نتائج في فترة زمنية وجيزة، ودون حاجة إلى مبالغ مالية كبيرة. 
بحوث معقدة: ويتم الباحثون في هذه البحوث قضايا شائكة، وتتطلب فترة زمنية كبيرة للدراسة، وكذلك تمويلات مالية ضخمة، ولا يقدر على إعداد هذه النوعية من البحوث سوى الكيانات الكبيرة.

البحوث العلمية على حسب منهج العلوم المستخدم.

البحوث الوصفية: تُعد البحوث الوصفية من أكثر نوعيات البحوث انتشارًا، ويستخدم فيها المنهج الوصفي الذي يعتبره البعض "أبو المناهج"، حيث يستشعر الباحث وجود مشكلة، وبعد ذلك يتم طرح الأسئلة ووضع الفرضيات، ثم تجميع البيانات والمعلومات إما من المصادر المباشرة أو غير المباشرة، ويتبع ذلك تحليل البيانات، والتوصل إلى نتائج ذات براهين واضحة، ثم يضع الباحث مجموعة من الحلول، ويطلق عليها توصيات البحث. 

البحوث التاريخية: تُعرف البحوث التاريخية على أنها استخدام للبيانات السابقة؛ من أجل دراسة مشكلة في الوقت الحالي، وهو أحد أنواع البحوث العلمية الشهيرة، ويعتمد على تحليل ونقد البيانات التاريخية التي يتم الحصول عليها من المصادر والمراجع. 
البحوث التجريبية: تُعد البحوث التجريبية أحد أبرز أنواع البحوث العلمية، وأقربها إلى الصدق والحقيقة؛ حيث يعتمد الباحث على الملاحظة والتجربة في سبيل استكشاف الظاهرة محل الدراسة، وبناءً على ذلك يتم وضع النتائج بناءً على أرقام محددة. 

البحوث العلمية تبعًا للمرحلة الدراسية.

بحوث مراحل التعليم الأساسية:  ويُجري هذه النوعية من البحوث العلمية الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وهي بحوث بسيطة في مجملها، وتتكون من مقدمة ومحتوى محدود ونتائج وخاتمة. 

بحوث الجامعات: تعتبر بحوث الجامعات مرحلة مهمة في سبيل تدريب الطلاب على كيفية عمل الدراسات والرسائل العلمية المتكاملة، والهدف من بحوث الجامعات التعرف على ما اكتسبه الطالب والطالبات من خبرات خلال مرحلة الدراسة الجامعية. 

بحوث الماجستير: وهي بحوث متكاملة بنسبة كبيرة، وتتطلب إشراف من دكتور جامعي أو أكثر، ويتم إعداد هذه البحوث بغية الحصول على درجة الماجستير.

بحوث الدكتوراه: وهي بحوث متكاملة الأركان، وينبغي للطالب تنفيذها وفقًا لنمط أكاديمي مُعين، وفي الغالب لا تحتاج لإشراف خارجي من جانب الدكاترة الجامعيين، غير أن هناك بعض من الجامعات أصبحت تولي مشرفين على الطلاب والطالبات أثناء إعدادهم لأطروحات الدكتوراه. 

البحوث العلمية تبعًا لطبيعة المعلومات والبيانات التي يتم جمعها.

بحوث نوعية: وتستخدم هذه الأبحاث من أجل دراسة السلوكيات والصفات، ويرتبط ذلك بعلم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة وغيرها من العلوم النظرية التي لا يمكن استخدام القياس الرقمي بها. 
بـــحوث كمية: وهي بحوث تنصب على العلوم الطبيعية التي يمكن تدعيم نتائجها عن طريق الأرقام، وتتمثل العلوم الطبيعية في الكيمياء والأحياء والرياضيات والفيزياء... وغيرها، وتلك الأبحاث واقعية. 

وفي نهاية طرحنا حول تعريف البحث العلمي وأنواعه؛ نتمنَّى النجاح لجميع الدارسين في مرحلتي الماجستير والدكتوراه.