يوجد كثير من أنواع البحوث العلمية، ويتم تصنيفها وفقًا لعديد من المعايير، ويعرف البحث العلمي على أنه تقصٍّ للحقائق؛ من خلال استخدام مجموعة من المناهج والأساليب المنظمة بغرض التوصل لنتائج، ومن ثم الوصول للمعرفة بوجه عام، أو قد يكون الغرض وضع توصيات تسهم في حل المشكلات، وللبحث العلمي كثير من أوجه الأهمية، ومن بين ذلك الكشف عن الحقائق الحياتية والكونية، وكذلك تجديد النظريات السابقة أو هدمها ووضع أطر حديثة.

ــــــــــــــــــــــ

ما أنواع البحوث العلمية؟

كما سبق أن ذكرنا فإن هناك أنواعًا مختلفة من البحث العلمي، ويتم التصنيف وفقًا لمعايير مختلفة، وسنبين ذلك فيما يلي:

أنواع البحوث العلمية تبعًا لمنهج العلوم المستخدم:

يوجد مجموعة كبيرة من المناهج التي يستخدمها الباحثون في دراسة الإشكاليات؛ بهدف تنظيم الأفكار والوصول لنتائج منطقية، وتقسم البحوث وفقًا لذلك كما يلي:

• البحوث التي تعتمد على المنهج الاستقرائي: يُعرف الاستقراء على أنه الاستدلال على الكل من خلال دراسة الجزء، وتُعد البحوث الاستقرائية من أبرز أنواع البحوث وفقًا لنوعية المنهج.
• البحوث التي تعتمد على المنهج الاستنباطي: يُعرف الاستنباط على أنه الاستدلال على الجزء من خلال دراسة القانون العام أو النظرية، وتطبيقها على المفردات أو الجزئيات، وهو أحد المناهج الشائعة من حيث الاستخدام:
• البحوث التي تعتمد على المنهج الوصفي: يستهدف المنهج الوصفي دراسة المشكلات الاجتماعية والإنسانية في المقام الأول، غير أن ذلك لا يعني عدم إمكانية استخدام في نوعيات البحوث الأخرى، ولكن بنسبة أقل أو كمنهج فرعي مع مناهج أخرى أساسية، وذلك النوع من ابرز أنواع البحوث العلمية شيوعًا.
• البحوث التي تعتمد على المنهج التاريخي: تمثل البحوث التاريخية، بمعنى التي تعتمد على استخدام لمنهج التاريخي كمنهج أساسي أحد ابرز أنواع البحوث العلمية، ومراحل استخدام ذلك المنهج تتمثل في اختيار المشكلة، ووضع التساؤلات البحثية، وتجميع البيانات والمعلومات، وبعد ذلك تقويم هذه المعلومات، ونقدها بطريقة موضوعية، ثم وضع النتائج النهائية والتعليق عليها.
• البحوث التي تعتمد على المنهج التجريبي: تهتم البحوث التجريبية بالتوصل للنتائج المنطقية التي تعتمد على الأرقام، ويستخدم في ذلك كثير من أدوات البحث العلمي، وفي طليعتها الملاحظة والتجارب، ويعتبر المنهج التجريبي من أصدق المناهج التي تقدم نتائج يمكن الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات.

أنواع البحوث العلمية تبعًا لأهدافها:

• البحوث التطبيقية: ويطلق عليها بمسمى آخر البحوث المهنية، وهي عبارة عن بحوث يتبني فيها الباحث مشكلة واقعية، ويحاول أن يجمع المعلومات والبيانات، ومن ثم يقوم بتبويب هذه المعلومات والبيانات من خلال التحليل الإحصائي، وفي النهاية يضع حل لهذه المشكلة في صورة توصيات.
• البحوث النظرية: وهي عبارة عن بحوث تستهدف التوصل لمعارف أو قوانين أو مسلمات أو نظريات عامة، وهي بحوث تتطلب وقتًا زمنيًا كبيرًا في سبيل الوصول لنتائج مؤكدة لا لبس فيها، وينبغي أن تتسم بالشمولية.

أنواع البحوث العلمية تبعًا لمستوى الدراسة:

• بحوث المدارس: وهي عبارة عن بحوث بسيطة في طبيعتها، ويمكن أن نطلق عليها مقالات شارحة، وتتكون من العنوان، ويتبعه المقدمة، ثم موضوع البحث، وفي النهاية وضع النتائج، وحجم هذه البحوث يتراوح بين 3-8 صفحات.
• بحوث المعاهد والجامعات: وتُعد بحوث المعاهد والجامعات أكثر منهجية عن بحوث المدارس، وتتطلب عناصر تشبه على حد ما يعده الباحثون في مراحل الدراسات العليا، غير أنها محدودة من حيث الحجم، وتتراوح بين 40-60 صفحة، ولا تتطلب سوى تقييم بسيط من جانب الدكاترة والخبراء الجامعيين.
• بحوث الدراسات العليا: وتُعتبر بحوث مراحل الدراسات العليا بمثابة الوجه النموذجي للبحوث، وينبغي لها دقة متناهية، وكذلك خطة بحث منظمة يقدمها الباحث لكي يتم تقييم الموضوع قبل الشروع في تنفيذه، وبعد الانتهاء من تنفيذ البحث أو الرسالة العلمية لا بد من المناقشة على يد لجنة تقييم مكونة من أساتذة ومشرفين متخصصين.

أنواع البحوث العلمية تبعًا لطبيعة ما تتضمنه من محتوى:

• البحوث التاريخية: وتدرس هذه البحوث التاريخ، وتحاول أن تستخلص منه العبر، من خلال النقد البنَّاء، ووفقًا لبراهين وأسانيد موضوعية.
• البحوث الاقتصادية: للبحوث الاقتصادية أهمية كبيرة في تحقيق التنمية المنشودة بالنسبة لأي دولة، وهي من بين أنواع البحوث العلمية المحورية.
• البحوث البحتة: وتتضمن العلوم البحتة والتي يتطلب البعض منها تجارب معملية أو غير معملية، ومن بين ذلك الكيمياء والأحياء والفيزياء والرياضيات.
• البحوث الجغرافية: تتناول البحوث الجغرافية دراسة للظواهر البشرية والطبيعية، والربط بين ذلك وبين الأماكن على سطح كوكب الأرض.
• البحوث الدينية: وتتناول هذه البحوث قضايا دينية، وتستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، ويوجد كثير من أنواع البحوث الدينية؛ فمنها ما يرتبط بالفقه أو الأصول أو الشريعة.
• البحوث الاجتماعية: تمثل البحوث الاجتماعية الجانب الأكبر بالنسبة لجملة البحوث التي يتم إعدادها بوجه عام، وهي تتناول مشاكل وقضايا اجتماعية، وتحاول أن تجد العلاجات المناسبة لها.

وختامًا، سنلخص في عُجالة على خطوات إعداد البحث العلمي، ويتمثل ذلك في وضع العنوان، ويتبعه المقدمة، ثم إشكالية البحث، ويتبع ذلك التساؤلات، ثم أهمية وأهداف البحث، ثم منهج البحث، ثم العينة وأدوات الدراسة، ثم الفرضيات، ويتبع ذلك حدود البحث، ثم مصطلحات البحث، ثم النتائج والتوصيات والمقترحات، وبعد ذلك الخاتمة والمصادر والمراجع والملحقات.