Whatsapp
البحث الوصفي والبحث التجريبي
البحث الوصفي والبحث التجريبي

جدول المحتويات


البحث الوصفي والبحث التجريبي من بين أنواع البحوث العلمية الشهيرة، وذلك وفقًا لمعيار المنهج العلمي المستخدم، حيث إن البحوث العلمية تصنف وفقًا لعديد من التصنيفات، وبخلاف ما سبق ذكره، فإنها تقسم من حيث الهدف إلى: بحوث تطبيقية، وأخرى عملية، وكذلك تقسم من حيث المادة العلمية إلى: بحوث جغرافية، وتاريخية، وفلسفية، ودينية، وعلم نفس واجتماع.... وغيرها، وكذا تقسم من حيث مستوى الدراسة إلى: بحوث مدارس، وبحوث جامعية، وبحوث دراسات عليا، وستتمحور فقرات مقالنا حول البحث الوصفي والتجريبي.

 

 

عناصر المقال:

أولًا: البـــحث الوصفي.

ثانيًا: البحث التجريبي.

ـــــــــــــــــــــــــ

أولًا: البحث الوصفي:

نظرة عامة:

  • وصف الشيء بمعنى أوضحه بكل تفاصيله، والبحث الوصفي من أبرز أنواع البحوث العلمية، وهو يعتمد على المنهج الوصفي بشكل أصيل، وبالطبع من الناحية العملية يمكن أن تتداخل مناهج أخرى عند دراسة مشكلة معينة بالتزامن مع استخدام المنهج الوصفي.
  • أما بالنسبة لتعريف المنهج العلمي فهو عبارة عن طريقة أو أسلوب محدد المعالم يتبعه الباحث؛ بغرض الوصول للمعرفة على الوجه العام، ولقد بدأ تأصيل المناهج العلمية في القرن الثامن عشر بالتزامن مع النهضة الصناعية في أوروبا.

تعريف المنهج الوصفي:

يعرف المنهج الوصفي بأنه:

دراسة موضوع أو ظاهرة أو مشكلة من خلال وصفها بدقة، ثم وضع تساؤلاتً، وتجميع كمٍّ كبير من المعلومات والبيانات؛ ثم تبويبها وتحليلها وصولًا إلى النتائج مع وضع تفسيرات تستند لقرائن واضحة.

تاريخ استخدام المنهج الوصفي:

  • استخدم الوصف منذ القدم في توضيح طبيعة الأشياء والأمور الملموسة وغير الملموسة، ونجد أن مؤرخي الحضارات القديمة قدموا توصيفات للبيئة المحيطة، وكذلك كثير من الأمور غير المادية، ولقد برع علماء العرب في الوصف.
  • تم تأصيل المنهج الوصفي بشكل عملي في نهاية القرن الثامن عشر، حيث قام بعض من علماء أوروبا بإجراء دراسات اجتماعية على الفئات الفقيرة بغرض تحسين أحوالهم المعيشية، ومن بين من قاموا بذلك فريدريك لوبلاي؛ الذي قام بإجراء مجموعة من البحوث حول الفقراء في دولة فرنسا، وتبعه كثير من العلماء مثل فرديناند دي سوسور، وفنسنت أف بوفيه، وروجر بيكون.
  • إن التجرد الذي يتضمنه المنهج التجريبي المستخدم في البحوث التجريبية، قد لا يكون مناسبًا لدراسة الموضوعات ذات الصلة بالإنسان، لذا كانت هناك حاجة مُلحَّة نحو منهج يمكن من خلاله دراسة الظواهر البشرية، من خلال استخدام خطوات واضحة.

أنواع البحوث الوصفية:

تنقسم البحوث الوصفية إلى: دراسات مسحية، ودراسات التطور والنمو، ودراسة العلاقات، وكل نوع مما سبق ذكرها ينقسم لأنواع أخرى:

  • منهج الدراسات المسحية: ينقسم إلى منهج المسح الاجتماعي، ومنهج السوق، والمنهج الوظيفي، ومنهج تحليل المحتوى، والمنهج المدرسي.
  • منهج دراسات التطور والنمو: ينقسم إلى منهج دراسة النمو، ومنهج دراسة الاتجاهات.
  • منهج دراسة العلاقات (دراسات الترابط): ينقسم إلى المنهج السببي المقارن، ومنهج دراسة الحالة الواحدة، والمنهج الارتباطي.

خطوات عمل البحث الوصفي:

يبدأ البحث الوصفي باستشعار الباحث بمشكلة معينة، ومن ثم وضع التساؤلات والفرضيات، ثم الضلوع في اختيار عينة دراسة في حالة كون مجتمع البحث كبيرًا، ثم تجميع كمٍّ من البيانات والمعلومات، ويتبع ذلك القيام بعملية تبويب وتحليل للبيانات من خلال الطرق الإحصائية، وفي النهاية يضع الباحث مجموعة النتائج التي تفسر الموضوع.

 

ثانيًا: البحث التجريبي:

نظرة عامة:

  • يصنف العلماء البحوث التجريبية في المرتبة الأولى من حيث صحتها من الناحية المعرفية، ويُعتبر العالم جاليلو بمثابة رائد ذلك المنهج، وتبعه في ذلك كل من: روجر بيكون، وفرانسيس بيكون، وكان ذلك في القرن الثاني والثالث عشر الميلاديين.
  • وظل المنهج التجريبي في فترة ثبات وجمود خلال مرحلة العصور الوسطي، حتى بدأت الفلسفة التجريبية تظهر من جديد على يد: نيوتن، وكلود برنارد، وكبر، وديكارت؛ حيث اهتموا بالتجريب والاستنتاج في ضوء ذلك.
  • لقد فطن العرب في عصر النهضة الإسلامية للمنهج التجريبي، واستخدموه بشكل موسع، ومن بين ذلك على سبيل المثال: ابن خلدون، وابن الهيثم، وحنين بن إسحاق، والكندي، وابن سينا.

تعريف المنهج التجريبي:

دراسة مشكلة معلومة من خلال وضع الفرضيات، واستخدام الملاحظة والتجريب، وبناءً على ذلك تحدد العلاقة بين المتغيرات التابعة والمستقلة والمُتداخلة التي تتضمنها الفرضيات، ثم يقوم الباحث بوضع نتائجه.

أنواع البحوث التجريبية:

تقسم البحوث التجريبية إلى: بحوث تعتمد على المنهج التجريبي، وأخرى تعتمد على المنهج التجربي، وأخرى تعتمد على المنهج التجربي التجريبي.

خطوات عمل البحث التجريبي:

تتمثل خطوات البحث التجريبي في اختيار موضوع البحث، ثم وضع الفرضيات، وإجراء الملاحظة العلمية والتجارب، ثم وضع النتائج التي تفسير مدى مصداقية الفرضيات من عدمه، ويكون ذلك وفقًا لأرقام كمية.

 

ما الفرق بين البحث الوصفي والبحث التجريبي؟

من ناحية العلوم التي يهتم بها: البحث الوصفي ينصب في المقام الأول على دراسة العلوم الاجتماعية والإنسانية مثل: علم النفس والاجتماع والفلسفة والقانون.... وغيرها، أما بالنسبة للبحث التجريبي؛ فيهتم في المقام الأول بدراسة الظواهر الطبيعية؛ مثل: الفيزياء، والكيمياء والأحياء.. وغيرهم.

من ناحية أدوات البحث العلمي المستخدمة: البحث الوصفي يعتمد على أدوات علمية تتمثل في الاستبيان والاختبارات والمقابلة، أما بالنسبة للبحث التجريبي فيعتمد في المقام الأول على التجربة والمشاهدة.

من ناحية دقة النتائج التي يتم التوصل إليها من جانب الباحث: يُعتبر البحث التجريبي أكثر دقة من البحث الوصفي؛ حيث إن الأول يستند لرقميات دقيقة، أما البحث الوصفي فيخضع للتقديرات الشخصية في بعض الأحيان.

 

وفي نهاية حديثنا عن البحث الوصفي والبحث التجريبي، نَوَدُّ أن نوضح أن هناك إمكانية لاستخدام المنهج الوصفي والتجريبي في موضوع معين، ولكن الفكرة تتمثل في أي منهما سيكون له اليد الطولى، ويتوقف ذلك على نوعية المشكلة، والطريقة التي سيتناول بها الباحث الموضوع، والأبعاد التي ينتوي التطرق إليها.


ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك