جدول المحتويات
المقدمة
تُعتبر السرقة من بين أخطر الجرائم، وتُعاني دول العالم في تلك الفترة من هذه الآفة، ويرتبط ذلك بالعديد من الأسباب، ومنها هو تعليمي أو اجتماعي أو اقتصادي... إلخ، ولقد اهتمت الشريعة الإسلامية بالمحافظة على الأنفُس والأموال العامة من السرقة، وعقوبة السرقة في الدين الإسلامي تتمثل في قطع يد السارق على اعتبار أنها العضو الذي اقترف تلك الجريمة، وتلك العقوبة كفيلة بأن تمنع من تسول له نفسه القيام بهذه الجريمة.
تَعريف السرقة
السرقة عبارة عن أخذ شيء من أحد الأشخاص دون أذن أو تفويض، ومن غير أن يعلم مالك الشيء بأنه قد أُخذ، وفي الغالب يكون ذلك مُصاحبًا لتهديد أو عنف، ومن الممكن أن تتم السرقة في مكان عام أو خاص، ويقوم بذلك شخص واحد، أو أكثر، وفي الحالة الأخيرة يُطلق على السارقين عصابة.
أسبـاب حدوث السرقات
الحرمان من متع الحياة: يؤدي الحرمان إلى توجُّه البعض نحو القيام بجريمة السرقة، وذلك من أجل تعويض ما لديهم من نواقص، ويُعتبر ذلك هو الدافع الأكثر شيوعًا وراء القيام بالسرقات.
الاستجابة لرُفقاء السوء: التأثر برُفقاء السوء من بين الأسباب التي قد تؤدي إلى الانجراف نحو السرقة؛ لذلك فإنه من المهم حُسن اختيار الأصدقاء، وكذلك يجب على الأهل أن يدققوا النظر فيمن يصاحب أبنائهم أو بناتهن؛ من أجل تجنب العواقب الوخيمة التي تحدث نتيجة لاختيار رُفقاء سوء.
الغيرة من الآخرين: تُعد الغيرة من الآخرين من بين أسباب حدوث السرقات، ويقول المولى عز وجل في مُحكم آيات، بسم الله الرحمن الرحيم) :وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) صدق الله العظيم [الأنعام:165]، ومن الآية الكريمة يتضح أن ذلك تقدير الله في خلقه، وينبغي علينا أن نصب ونحتسب فما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، ومن المهم الرضا بما قسمه الله لعباده.
عدم اتزان الشخصية نتيجة سوء المعامل الوالدية: في حالة معاملة الأبناء أو البنات بأسلوب سيئ من جانب الوالدين، فإن ذلك قد يتسبب في حدوث عدم اتزان خلقي، ومن ثم إمكانية الانجراف وراء الجرائم والسلوكيات غير المُنضبطة على الوجه العام.
إشباع بعض الرغبات غير المشروعة: تُعد السرقة بهدف شراء المخدرات أو الكحوليات من بين الأسباب التي تدفع البعض نحو القيام بها، وتنتشر تلك النوعية من السرقات في أوساط الشباب على وجه الخصوص.
الرغبة في الانتقام: قد يكون الرغبة في الانتقام من أحد الأشخاص من بين دوافع القيام بالسرقة، والهدف هو الحرمان من ممتلكات أو الإهانة، وذلك ما نشهده بين بعض الأصدقاء أو الأهل الذين تحدث بينهم خلافات وصراعات.
الآثار السلبية التي تُحدثها السرقات
بالنسبة للأشخاص:
تسبب السرقات الكثير من الآثار السلبية، والتي تؤثر على الضحايا، وسنتعرَّف عليها فيما يلي:
- الآلام النـــفسي والخوف من تكرار حدوث السرقة.
- الشعور بالصــــــداع، وفقدان الثقة بالنفس.
- الشعور بالغضـب والاستثارة من أقل شيء.
- التفكير الدائم في حادث السرقة لفترة زمنية طويلة.
بالنــــــسبة للدول:
تؤدي السرقات إلى حدوث خلل في الاقتصاد القومي، وخاصة في حالة كون القائمين بها مسؤولين ويستغلون سلطاتهم، وهناك مؤشر عالمي يعرف باسم مؤشر الفساد، وهو يقيس ما يحدث من سرقات في مختلف أنحاء العالم، وذلك المؤشر يساعد المستثمرين على الدخول بأموالهم في الدول الآمنة التي لا يوجد بها معدل عالٍ من السرقات.
أنواع السرقات الشائعة
السرقات التقليدية:
تُتمثل السرقات التقليدية في أخذ مُمتلكات الآخرين بصورة غير قانونية، وتختلف العقوبة من دولة أخرى بالنسبة لذلك، وفي الغالب فأن العقوبات تتضمن الغرامة والسجن.
السطــــو المسلح:
ويُعتبر السطو المسلح من أخطر أنواع السرقات؛ حيث إنه يرتبط باستخدام الأسلحة النارية؛ من أجل تهديد وتخويف الآخرين، لذلك ألزمت الحكومات في مختلف الدول جميع الشركات والمحال التجارية بتركيب كاميرات مراقبة؛ من أجل تخويف من يرغبون في القيام بأعمال السطو، وكذلك من أجل الوصول لمُرتكبي الجرائم بسرعة في حالة حدوثها لا قدر الله.
النصب (الاحتيال):
النصب أو الاحتيال يتمثل في الاستيلاء على أموال أو ممتلكات الغير باستخدام طريقة من طرق التدليس؛ بمعنى عن طريق الغش والخداع والحيلة، ويطلق على من يقوم بذلك مُسمى المُحتال أو النصَّاب.
السرقات الإلكترونية:
كانت للحداثة التي نشهدها في وسائل الاتصالات دور مهم في ظهور مثل هذه النوعية من الجرائم، ولم يفطن المسؤولون عن الدول لذلك الصنف من السرقات إلا في الآونة الأخيرة، وبعد أن انتشر استخدام شبكة الإنترنت وصدر كثير من القوانين الخاصة بكل دولة، والتي تجرم السرقات الإلكترونية وضعت عقوبات مشددة، وخصصت بعض الدول مراكز خاصة لتتبع هذه الجرائم؛ نظرًا لتطلبها ضباط ذوي مواصفات خاصة.
الســــــرقات الأدبية:
السرقات الأدبية تعني الاستيلاء على منتجات أدبية، ويتمثل ذلك في القصص والروايات والمسرحيات والأشعار وغيرها من أنواع الكتابات ذات النزعة الأدبية، وفي تلك الفترة يمكن تسجيل كافة ما يطرحه المؤلفون من أعمال أدبية بأسمائهم.
الســـــرقات العلمية:
وتتمثل السرقات العلمية في الاستيلاء على الاختراعات والمشروعات العلمية التي يمتلكها الآخرون دون وجه حق، لذلك ألزمت الدول العلماء والباحثين بأهمية تسجيل الاختراعات والحصول على براءة اختراع، والهدف هو منع حدوث السرقات العلمية.
الخَاتمة:
وفي خاتمة بحث عن السرقة لا بد أن نوضح أن السرقة من بين الجرائم التي يُعاقب عليها القانون، كما أنها فعل مُجرَّم في جميع الأديان السماوية؛ لما ينطوي عليها من أضرار تلحق بالشخص الذي يتعرض للسرقة؛ سواء أكان ذلك شخصًا حقيقيًّا أو اعتباريًّا.