جدول المحتويات
نبذة تاريخية عن علم النفس التجريبي.
ما دور علماء المسلمين في تأصيل معارف علم النفس التجريبي؟
يُعَدُّ علم النفس التجريبي، أو كما يُطلق عليه "السيكوفيزيقا"، من بين الفروع المحورية لعلم النفس، والهدف الرئيسي من ذلك العلم هو الابتكار والتطوير، بالاعتماد على إجراء التجارب؛ حيث إنها خير دليل على إثبات جودة أو صحة الفرضيات التي يضعها العلماء، ويساعد علم النفس التجريبي في صقل خبرات الباحثين، وكذلك التوصل إلى معارف جديدة، ومحاولة معالجة كثير من الإشكاليات التي ترتبط ببني البشر.
نبذة تاريخية عن علم النفس التجريبي.
يُعَدُّ علم النفس التجريبي من بين العلوم الحديثة نوعًا ما بالمقارنة بغيره من العلوم الطبيعية والإنسانية، ويمكن أن نُرجع البدايات إلى عام 1879م، حيث قام "فونت"، أحد العلماء الألمان، بتدشين أول المختبرات الخاصة بعلم النفس في جامعة "لايتزبرغ"، والتي تُعَدُّ من أقدم الجامعات داخل ألمانيا.
هناك جدل كبير حول رواد علم النفس التجريبي، والبعض يُرجع ذك العمل للقدم نتيجة لوجود بعض القواعد الخاصة به في الفكر الفلسفي القديم، والتي تعود للفيلسوف والمفكر اليوناني "أرسطو"، وكذلك ما قدمه "رينيه ديكارت" في عصر النهضة من معارف تتمثل في الاهتمام بالمادة والفكر العقلاني، غير أن هناك بعضًا من العلماء الذين ظهروا في فترة تالية، ودافعوا عن الروحانيات والأمور غير الملموسة.
كان للعام "فخنر" دور مهم في وضع بعض القواعد الخاصة بـ "السيكوفيزيقا" في النص الثاني من القرن الثامن عشر، وأرجع البعض ظهور نظريات علم النفس التجريبي إلى ذلك العالم، واعتبره البعض من أبرز رواد علم النفس التجريبي.
في القرن التاسع عشر قام عديد من العملاء بإجراء تجارب متعددة حول الإدراك الحسي والتعلم والإحساس والتذكر.
ما دور علماء المسلمين في تأصيل معارف علم النفس التجريبي؟
لعلماء المسلمين دور أصيل في طرح مفاهيم وأسس خاصة بعلم النفس التجريبي، ويأتي "الحسن بن الهيثم" في المقدمة، حيث قام بتدوين "كتاب المناظر"، وأوضح فيه علم نفس الإبصار، وذلك في عام 476هـ/ 1083م.
ما أوجه أهمية علم النفس التجريبي؟
- الدقة في تجميع المعلومات: يُساعد علم النفس التجريبي الباحثين في تعلم كيفية جمع، وانتقاء المعلومات بدقة.
- تفسير النتاج: يتضمن علم النفس التجريبي التوصل لنتائج ذات براهين وقرائن، وكذلك القيام بتفسيرها، وتوضيح كافة الأمور الغامضة.
- اكتساب الخبرات: في حالة القيام بكثير من التجارب المرتبطة بعلم النفس التجريبي؛ فإن ذلك يساعد على اكتساب مزيد من الخبرات.
- التحكم في العوامل الداخلية: في حالة القيام بتجارب على الجنس البشري ترتبط بعلم النفس التجريبي؛ فيمكن التحكم في العوامل أو الأحداث الداخلة.
- فهم السلوك البشري: من خلال علم النفس التجريبي يمكن فهم السلوك البشري والمتغيرات الخارجية المؤثرة، مع إمكانية قياس السلوكيات.
- الاهتمام بالمنهج العلمي: يهتم علم النفس التجريبي بالتعامل مع القضايا والظواهر؛ من خلال استخدام المناهج العلمية، والتي تسهم في الوصول للحقائق المعتبرة.
- استخدام التقنيات: يهتم علم النفس التجريبي باستخدام كثير من التقنيات، وتتطور هذه التقنيات بمرور عجلة الزمن.
ما الخطوات الأساسية للمنهج التجريبي في علم النفس؟
يُقصد بالمنهج طريقة أو أسلوبًا منظمًا ودقيقًا؛ يستطيع الباحث من خلاله أن يفحص ظاهرة، ومن ثم يتوصل لمعلومات معرفية لم يسبقه إليها أحد، وللمنهج التجريبي في علم النفس مجموعة من الخطوات المنظمة التي تساعد الباحثين في تقصِّي المشكلات، وتتبع الصفات والسمات وقياسها، وسنوضح ذلك فيما يلي:
اختيار المشكلة: من المهم أن تكون المشكلة التي يختارها في صميم دراسته، وأن تكون واضحة للعيان وتتكرر من حيث الحدوث؛ حتى يستطيع تفصيلها.
طرح الفرضيات: تعرف الفرضيات على أنها علاقة بين متغيرين أحدهما يطلق عليه متغير مستقل، والثاني تابع، وتستخدم الفرضيات كحلول محتملة للتجربة، ولكن لا يمكن أن يعتد بها الباحث إلا بعد اختبارها، وتلك الخطوة من أبرز خطوات المنهج التجريبي في علم النفس.
اختيار العينة: يتطلب المنهج التجريبي في علم النفس اختيار عينة تتضح فيها السمات والصفات التي يفتش عنها الباحث، ولطريقة اختيار العينة أسس علمية، حيث يلجأ الباحث إلى أساليب إحصائية متعددة، ومن بينها: طريقة العينة المنتظمة، وطريقة العينة البسيطة، وطريقة العينة الحصصية، وطريقة العينة الطبقية... وغيرها، وعلى الباحث أن يتأكد من تجانس العينة التي يتم اختيارها، بمعنى تمثيلها لمجتمع الدراسة بشكل جيد.
إجراء التجارب: يتطلب إجراء التجارب توفير البيئة المناسبة والتحكم في العوامل وفقًا للفرضيات السابق وضعها، ويستخدم الباحث في ذلك أداة الملاحظة، ومن الممكن في هذه الفترة المتابعة؛ من خلال كاميرات المراقبة التي سهلت المهمة على الباحثين.
تجميع البيانات والمعلومات: في ضوء التجارب يقوم الباحث بتجميع كم كبير من البيانات والمعلومات حول سمات المبحوثين.
التحليل الإحصائي: يقوم الباحث بإجراء عملية تحليل إحصائي، ويُستخدم في ذلك كثير من المعادلات الإحصائية، ومن أبرزها معامل ارتباط بيرسون وسبيرمان، ومن ثم التعرف على مدى الصلة بين متغيرات البحث، وتلك الخطوة من أهم خطوات المنهج التجريبي في علم النفس.
التوصل للنتائج وتفسيرها: بعد أن يوضح الباحث العلاقات يقوم بوضح ملخص لما توصل إليه، ويقوم بالتعليق على هذه النتائج، وحبذا لو كانت النتائج مرتبة وفقًا للفرضيات وسير الأحداث في البحث العلمي، وهذه هي آخر خطوات المنهج التجريبي في علم النفس.