تنتظم فئة ليست بالقليلة من الطلاب والطالبات في مرحلة الماجستير، وبعد انتهاء فترة الدراسة التحضيرية يطلب منهم عمل خطة بحث ماجستير،

والغاية من ذلك تتمثل في تقديم تصور أولي لما يمكن أن تكون عليه الرسالة العلمية في المستقبل القريب،

وفي حالة موافقة اللجنة المسؤولة عن تقييم الخطط، فيتم إخطار الطالب بذلك،

ومن ثم يبدأ بالتنفيذ العملي للخطة وفقًا لجدول زمني واضح المعالم،

ويوجد مشرف أو أكثر يتابعون الدارسين في مرحلة الماجستير،

وسنستعرض في موضوعنا عناصر خطة بحث ماجستير، وفي النهاية سنوضح فوائد الخطة. 

العناصر التي يمكن أن تتضمنها خطة بحث ماجستير

• العنوان: 

يأتي العنوان في طليعة العناصر التي تشملها خطة بحث الماجستير، ويجب أن يكون عنوانًا معبرًا عن المحتوى الداخلي،

وأن يتضمن متغيرًا مستقلًا على الأقل، ويكتب العنوان في صورة وصفية أو علاقة،

ومن المهم أن يكون مختصرًا ويحتوي على خمس عشرة كلمة كحد أقصى، وأن يتضمن قضية مهمة وفريدة في نوعيتها. 

• المقدمة:

يكتب الباحث مقدمة صغيرة حول موضوع البحث، ومن المهم أن تتسم بعنصر الإثارة؛

لكي يحفز المقيمين على متابعة قراءة خطة بحث ماجستير؛ والتعرف على باقي المحتوى. 

• إشكالية الدراسة: 

يستعرض الباحث طبيعة المشكلة المثارة، وقد تتعلق بالحاجة نحو الوصول لمعرفة من الناحية النظرية،

أو الرغبة الملحة في معالجة صعوبات أو معوقات على أرض الواقع، ويتطلب ذلك دراسة ميدانية أو عملية، وقد يجمع البحث بين العنصرين السابقين. 

ينبغي أن يضمن الباحث خطة بحث ماجستير بطبيعة إشكالية الدراسة، ويكون ذلك في عدة سطور محدودة. 

• تساؤلات البحث: 

التساؤلات عنصر أصيلة في أية خطة بحث ماجستير، حيث يستخدم الباحث أدوات الاستفهام التعبير عن إشكالية البحث،

ويتم طرح أسئلة أساسية، وأخرى فرعية تنبثق عنها، ومن المهم أن تكون التساؤلات ذات علاقة بموضوع البحث.

• منهج البحث: 

المنهج يعني طريقة محددة المعالم، والمنهج العلمي عبارة عن أسلوب يتبعه الباحثون والباحثات لدراسة الظواهر أو الموضوعات العلمية،

وينبغي أن يختار الباحثون أحد مناهج العلوم أو أكثر، ويثبت ذلك في بند مستقل؛ مع توضيح سبب الاختيار، حيث إن ذلك من العناصر المحورية عند كتابة بحث ماجستير. 

• أهمية البحث: 

الأهمية من البحث عبارة عن مجموعة من الأسباب التي يدونها الباحث؛ لتبرير اختيار مشكلة علمية دون غيرها،

ولكي تكون الأمور واضحة بالنسبة للدارسين فإن أهمية الباحث تتمثل في إجابة السؤال: ما الذي جعل الباحث يختار موضوعًا معينًا؟ 

• أهداف البحث: 

أهداف البحث عنصر محوري في أي خطة بحث ماجستير، وهي تتشابه مع التساؤلات،

ويجب أن تكون أهدافًا مدونة بكلمات واضحة، وأن تكون معقولة ويمكن الوصول إليها،

وأن تتسم بالقابلية للقياس، لكي نستطيع القول كونها تحققت أم لا. 

• عينة البحث: 

البحث بالعينة منتشر على نطاق واسع، وخاصة فيما يتعلق بالبحوث التي ترتبط بإشكاليات واقعية تحتاج لحلول

مثل: تأثير انخفاض الأجور على الإنتاج، وتأثير الوالدية في انخفاض التحصيل الدراسي... وغيرهما،

وبناءً على ذلك يختار الباحث مفردات محدودة من مجتمع البحث، ويكون ذلك بأسلوب إحصائي منهجي

مثل: طريقة العينة المنتظمة، وطريقة العينة العمدية، وطريقة العينة الحصصية، وطريقة العينة البسيطة.... وغيرها.

ينبغي على الباحث أن يختار عينة مناسبة من حيث الحجم، مع التأكد من وجود تجانس في الخصائص والسمات بين أفراد العينة،

ويمكن القيام بذلك من خلال استخدام معادلات الإحصاء مثل الانحراف المعياري والتباين. 

• أدوات الدراسة:

تعتبر أدوات الدراسة من بين العناصر الأساسية التي تستخدم في البحوث الميدانية،

وعن طريقها يتم جمع البيانات والمعلومات التي تتعلق بموضوع البحث،

ومن أبرز أنواع هذه الأدوات كل من: الاستبيان (الاستقصاء)، والمقابلة، والاختبارات، والملاحظة. 

• مصطلحات البحث: 

جزء مصطلحات البحث محوري في خطة بحث ماجستير؛ حيث يقوم الباحث بتعريف الكلمات التي تتكرر في البحث لغويًا باستخدام القواميس والمعاجم،

وإجرائيا بمعنى توضيح ما يصبو إليه الباحث من الدراسة. 

• الفرضيات: 

يضع الباحث مجموعة من الفرضيات تتضمن كل منها علاقة بين متغير مستقل وآخر تابع والغرض من ذلك الإجابة عن تساؤلات البحث بشكل مؤقت،

وعلى الباحث أن يختبر مدى صحة هذه الفرضيات من خلال جميع المعلومات والبيانات، ثم القيام بعملية تحليل إحصائي،

ويستخدم في ذلك المعادلات الإحصائية مثل: معامل ارتباط بيرسون وفاي وسبيرمان، والفرضيات من البنود الرئيسة في خطة بحث ماجستير. 

• حدود البحث: 

تعتبر حدود البحث بندًا أساسيًا في خطة بحث ماجستير، ويطلق عليها كذلك اسم آخر وهو محددات الدراسة،

وهي تنقسم إلى: الحدود الإلزامية ولا يخلو منها أي موضوع أو رسالة علمية، وهي الحدود الموضوعية بمعنى ما يفرضه عنوان البحث من قيود على الباحث،

وهناك الحدود الاختيارية وقد تدرج في البحث أو لا يتم إدراجها، ويكون ذلك على حسب طبيعة موضوع البحث،

والغرض من وضع حدود للبحث التركيز في عناصر محددة، والخروج بنتائج واضحة وبعيدًا عن الدراسة بشكل عمومي. 

• محتوى البحث: 

يستعرض الباحث التقسيمات الداخلية للمحتوى؛ بمعنى تسميات الأبواب وما يتشعب منها من مباحث وفروع ومطالب،

ويكون ذلك بناءً على جوانب موضوع البحث، أو ما تحدده جهات الدراسة من شكل عام،

وكذلك فإن لتوجيهات المشرف دور في هيئة المحتوى الذي يتم تدوينه في خطة بحث ماجستير. 

• المصادر والمراجع: 

للمصادر والمراجع أهمية كبيرة؛ حيث إنها تسهم في إثراء المادة العلمية للبحث، وعن طريقها يتم تدوين الإطار النظري مع توضيح كافة الجوانب،

وقد تكون الإجابة عن تساؤلات البحث عن طريق المصادر والمراجع بما تتضمنه من نصوص منطقية يستطيع أن يستخلص منها البحث ما يريده،

وعلى الباحث أن يقوم بكتابة جميع المصادر والمراجع التي سيستعين بها مستقبلًا في كتابة رسالة الماجستير. 

• الدراسات السابقة: 

بند الدراسات السابقة رئيس في خطة بحث ماجستير، وعلى الباحث أن يبحث عن عدد كبير من الدراسات أو المؤلفات السابقة ويدونها في الخطة،

والفائدة من ذلك تتمثل في عقد مقارنة بين هذه الدراسات والبحث المعد حاليًا، والتأكد من جودته وحداثته بالمقارنة بالسابقين. 

• جدول التنفيذ: 

الغرض من جدول التنفيذ تحديد فترة زمنية معينة لإنجاز كل جزء من أجزاء البحث،

حتى لا يُداهم الباحث الوقت، ويتأخر عن الموعد المحدد لتسليم رسالة الماجستير. 

فائدة خطة بحث ماجستير

لخطة بحث ماجستير عديد من الفوائد وسنلقي الضوء عليها فيما يلي: 

• تعتبر خطة بحث ماجستير بمثابة أداة رقابية تحكم الباحث، ومن ثم السيطرة على الوقت، وكذلك تنفيذ الإجراءات بمنتهى الدقة كما هو مرسوم لها مسبقًا. 

• يستطيع الباحث من خلال خطة البحث التعرف على الأهداف المراد تحقيقها، والعمل على بلوغها من خلال التحليل والوصول للنتائج. 

• يمكن عن طريق خطة بحث ماجستير قيام المشرفين بمتابعة الباحث في جميع خطوات البحث التي يتم تنفيذها، ومدها بالنصح والإرشاد. 

• تساعد خطة بحث ماجستير الطالب في اتباع منهج علمي؛ من أجل دراسة إشكالية البحث بأسلوب منظم. 

• تسهم الخطة في توجيه الباحث نحو مصادر ومراجع ودراسات سابقة مجهزة من جانب الباحث. 

وفي خاتمة طرحنا لموضوع خطة بحث ماجستير فإننا نسعد دومًا بتلقي اتصالاتكم أو رسائلكم؛

في سبيل الحصول على أفضل خدمات البحث العلمي، حيث يتوافر لدينا أفضل الخبراء في جميع التخصصات العلمية.